responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 77

لغات القرآن الكريم‌

لا ريب في أن القرآن قد نزل بلسان عربي مبين وهذا من خواص القرآن الكريم إذ إن الله تعالى لم ينزل كتاباً من السماء إلا بالعبرانية وربما تخيل متخيل أنه في القرآن غير العربي من لغة النبط أو العبرانية أو السريان أو القبط أو الفرس أو الروم أو الحبشة ولكن التحقيق إن ما توهم أنه من قبيل ذلك هو ألفاظ عربية وافقت الفاظ اللغات الأعجمية كما توجد بعض الألفاظ التي تتفق فيها بعض اللغات فإنا نجد من الألفاظ ما يشترك فيها لغة فارس واللغة الانكليزية والتركية والفارسية، وكيف يعقل أن تكون تلك الألفاظ غير عربية في كتاب الله المجيد الذي أخرس الفصحاء ببلاغته وأعجزهم بفصاحته وأن يتضمن ألفاظا من غير لغته فإنّ أبسط البلغاء لا يستعمل الألفاظ الأجنبية في خطاباته لأداء مقاصده وبيان مطالبه. نعم لو كان الكلام احتاج إلى ذكر أعلام وأسماء شخصية يستشهد بكلماتهم ذكرت في الكلام لكن هذا ليس من استعمال لغة في لغة أخرى هذا مضاف إلى تصريح القرآن الشريف بأنه عربي مبين لقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ‌) وعن ابن عباس تفسيره بلغة قريش ومن الواضح البين أن استعمال الألفاظ الأجنبية فيه ينافي عروبته البينة. وقد ذكر القوم أن القرآن اشتمل على الفاظ عربية من قبائل متعددة ومرادهم بذلك أنها استعملت في معانيها المقصودة في الكتاب الكريم بحسب وضع واستعمال تلك القبيلة في هذا المعنى المستعمل فيه دون باقي القبائل فمثلا أن لفظ (رجس) استعمل في القرآن بمعنى العذاب وهو إنما يستعمل بهذا المعنى في لغة طي على ما ذكروه ونحو (حمأ) و (مسنون) استعملا في الطين المنتن وهو لغة حمير على ما قيل ونحو (حدائق غلبا) فإن معنى الغلب الملتفة بلغة قريش وقيس وعيلان إلى غير ذلك مما ذكره القوم. ويظهر من الكتب التي تعرضت لهذا الموضوع أن القرآن اشتمل على الفاظ القبائل العربية الجنوبية القحطانية والشمالية العدنانية أما القحطانية الجنوبية فهم الاوس وحمير وحضرموت وخثعم والأزد وخزاعة والخزرج وسبأ ودوس وسعد العشيرة وطي وكنانة وأزد شنوءة وأشعر

اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست