responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 76

اتصافه بالعلم فإن العلم قديم بقدمه وإليه ذهبت الاشاعرة وسمّوا هذا المعنى الذي ادعوا قيامه بذاته تعالى بالكلام النفسي وقالوا إنه أولى باسم الكلام كما قال الشاعر:

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما

جعل اللسان على الفؤاد دليلا

وعلى مقالتهم فيكون معنى متكلم من قام به الكلام نظير ميت أي من قام به الموت لا من أوجده وكونه وخلقه. وعلى هذا فيكون القرآن عند الاشاعرة قديما لأنه هو كلام الله وقد عرفت أن كلام الله عندهم أمر نفسي قديم بقدم ذاته تعالى.

ونحن معاشر الإمامية نختار الأمر الأول لإنكارنا للكلام النفسي، كما حققه أساطين علمائنا في علم الأصول وعلم الكلام ولقد كان النزاع في خلق القرآن وحدوثه سببا لإثارة الفتنة في عصر المأمون فقد ذكر التأريخ أن فتنة خلق القرآن ظهرت سنة 218 هجرية وقد حمل المأمون الناس فيها على القول بخلق القرآن فأرسل إلى والي بغداد وهو في حملته الاخيرة على الروم، بأن يجمع كبار العلماء والفقهاء ويمتحنهم في هذه المسألة الخطيرة ويرسل إليه اجابتهم وقد تأثر الكثير من العلماء في مجلس المناظرة حتى أظهروا القول بخلق القرآن إلا أن البعض بقي ثابتا على عقيدته بأن القرآن غير مخلوق كأحمد بن حنبل صاحب المذهب الحنبلي، الأمر الذي أوجب حمله مكبلا إلى معسكر الخليفة بالحديد وأرسل عشرون من العلماء تحت خفارة وحراسة لينتظروا في طر سوس عودة المأمون من حروبه ولكن جائتهم الأنباء في أثناء سيرهم في الطريق بموت المأمون وبقت الفتنة مستعرة إلى سنة 233 هجرية وهي السنة التي أبطل فيها المتوكل تلك الفتنة وترك الناس أحرارا في آرائهم وقد روى ابن الاثير: أن الجعد بن درهم قد اظهر مقالته بخلق القرآن أيام هشام الخليفة الأموي، فأخذه وأرسله إلى خالد القسري أمير العراق وأمره بقتله ولكن خالد حبسه ولم يقتله فبلغ الخبر هشاما فكتب إلى خالد يلومه ويعزم عليه أن يقتله فأخرجه خالد من الحبس في وثاقه فلمى صلى خالد يوم عيد الاضحى قال في آخر خطبته انصرفوا وضحوا يقبل الله منكم فإني اريد أن أضحي اليوم بالجعد بن درهم ثم نزل وذبحه.

اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست