responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 6

القدسي الشريف والكتب المنزلة من السماء كلها قد نزلت بألفاظها وعباراتها على قلوب الأنبياء (ع) إلا أن القرآن يفترق عنها بأن إنزاله كان للإعجاز بفصاحته وبلاغته دون غيره.

والحاصل إن الحديث القدسي: ألفاظ ينسبها الرسول إلى الله عز وجل بأسلوب يختلف اختلافاً ظاهراً عن أسلوب القرآن الكريم، ولكن فيه نفحة من نفحات الملكوت الأعلى وروعة من روائع العالم لأسمى بعبارة يحرص النبي (ص) على نسبتها إلى الله، وحكايتها عنه بأسلوب يختلف اختلافاً واضحاً عن أسلوب القرآن الكريم، ولتوضيح الحال نضرب لك مثلا للحديث القدسي عن (أبي ذر) (رضى الله عنه) عن النبي (ص) في ما يرويه عن الله عز وجل (يا عبادي إني حرَّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني اهدكم).

وأنت ترى إن هذا الحديث قد صدر برواية النبي (ص) عن الله عز وجل، وقد تعارف عند (السلف) في رواية الأحاديث القدسية أن يقولوا: قال رسول الله أو النبي (ص) في ما يرويه عن ربه، وأما (الخلف) فلهم طريقة خاصة في التعبير عن هذه الأحاديث القدسية، فهم يقولون: قال الله تعالى في ما رواه عنه رسول الله، أو قال الله تعالى في الحديث القدسي.

والمراد في كلتا العبارتين واحد، وقد خالف في ذلك أبو البقاء في (كلياته) فقال: إن الحديث القدسي ليست ألفاظه من الله بل هي من محمد رسول الله (ص).

اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست