responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 45

وكتابتهما ميما واحدة مشددة، فقطع (أم) الأولى في الكتابة للدلالة على إنها (أم المنقطعة) التي بمعنى (بل). ووصل (أم) الثانية لدلالة على أنها ليست كتلك.

الفائدة الثالثة: الدلالة على معنى خفي دقيق كزيادة الياء في كتابة كلمة (أيد) من قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْد) إذ كتبت هكذا (بأييد) وذلك للايماء إلى تعظيم قوة الله التي بنى بها السماء، وإنها لا تشبهها قوة على حد القاعدة المشهورة وهي: زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى.

ومن هذا القبيل كتابة هذه الأفعال الأربعة بحذف الواو وهي (ويدعو الإنسان، ويمحو الله الباطل، يوم يدعو الداعي، سندعو الزبانية) فإنها كتبت في المصحف العثماني هكذا (ويدع الإنسان، ويمح الله الباطل، يوم يدع الداع، سندع الزبانية) ولكن من غير نقط ولا شكل في الجميع. قالوا والسر هو الدلالة على ان هذا الدعاء سهل على الإنسان يسارع فيه كما يسارع إلى الخير بل إثبات الشر إليه من جهة ذاته أقرب إليه من الخير. والسر في حذفها من (ويدع الإنسان) هو الدلالة على أنّ هذا الدعاء سهل على الإنسان يسارع فيه كما يسارع إلى الخير بل إثبات الشر إليه من جهة ذاته أقرب إليه من الخير. والسر في حذفها من (ويمح الله الباطل) الإشارة إلى سرعة ذهابه واضمحلاله. والسر في حذفها من (يوم يدع الداع) الإشارة إلى سرعة الدعاء وسرعة اجابة الداعين والسر في حذفها من (سندع الزبانية) الإشارة إلى سرعة الفعل وإجابة الزبانية وقوة البطش ويجمع هذه الأسرار قول المراكشي:

والسر في حذفها من هذه الأربعة سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل وشدة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود. انتهى.

الفائدة الرابعة: الدلالة على أصل الحركة مثل كتابة الكسرة ياء في قوله سبحانه: (وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى‌) إذ تكتب هكذا (وايتائ ذي القربى) ومثل كتابة الضمة واو في قوله سبحانه: (سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ‌) إذ كتبت هكذا (سأوريكم) ومثل ذلك الدلالة على أصل الحرف نحو الصلاة والزكاة إذ كتبا هكذا (الصلوة، والزكوة) ليفهم أن الألف فيهما منقلبة عن واو (من غير نقط ولا شكل كما سبق).

اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست