responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 36

حجية القرآن الشريف‌

اتفقت كلمة أصحابنا من قديم الدهر بل وسائر علماء الإسلام منذ كان للعلم حملة، على أن القرآن الشريف حجة، بمعنى أنه يجب الرجوع إليه ولكن صاحب الفوائد المدنية نفى عنه الحجية وذهب إلى أنه لا يجوز الأخذ بشي‌ء منه إلا بتفسير من المعصومين (ع) فلا يصح التفسير لكتاب الله إلا بالمسموع منهم، والظاهر أنه أول شخص قال بهذه المقالة وتبعه في ذلك جماعة منهم الشيخ (الحر العاملي) صاحب الوسائل والحق أن فهم القرآن الشريف والعلم بمعانيه ومقاصده على أقسام أربعة:

أحدها: مختص بالله تعالى وذلك كقوله تعالى: (يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي‌) فإن هذه الآية الشريفة تدل على اختصاص بيان وقت الساعة الواردة في القرآن الشريف بالله تعالى.

ثانيها: ما هو مجمل غير ظاهر المراد مثل قوله تعالى: (أَقمِ الصَلاةَ) فإن تفصيل أعداد الصلاة وعدد ركعاتها وكيفيتها لابد من تفسير المعصوم وبيانه لها.

ثالثها: ما يكون اللفظ مشتركا بين معان كثيرة ويمكن أن يكون كل واحد منها هو المراد كلفظ (القرء) فإنه يطلق على الحيض والطهر، ففي هذه الصور الثلاث لا يجوز أن يؤخذ بأحد المعاني ويفسر اللفظ به إلا ببيان وتفسير من المعصوم لا بالرأي ولا بالفكر، وما ورد من الأخبار كقوله (ص) (من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار) ناظرة للأقسام الثلاثة.

رابعها: ما يكون قطعي الدلالة واضح المعنى، ويسمى بالنص أو يكون ظاهر المعنى يتبادر لكل من عرف اللغة العربية وخوطب بها مثل قوله تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَق‌) فإنه ظاهر المعنى وهذه الصورة هي محط البحث وموضع النزاع. والحق أن ما كان من القرآن الشريف نصاً أو ظاهراً أو يرد نص معتبر

اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست