responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 34

ترجمة القرآن الشريف والآثار المرتبة عليها

المراد بالترجمة هنا نقل القرآن من لغته العربية التي نزل بها إلى لغة أخرى كنقله إلى الفارسية والتركية ونحوها من باقي اللغات على أن تقوم كلماتها مقام كلمات القرآن الكريم العربية، مع المحافظة على جميع معانيه ومقاصده ومدلولاته ومزاياه. وبهذا ظهر لك الفرق بين ترجمة القرآن الكريم وبين تفسيره بلغة أخرى، فإن‌ التفسير هو بيان المراد والمعنى من تلك الكلمات‌ والترجمة يكون القصد منها إبدال الكلمات بكلمات أخرى من غير لغة. والتفسير يكون القصد منه توضيح الكلمات وبيان معانيها ولذا يحتاج المفسر إلى نقل الأصل في تفسيره لبيان معناه. ولا ريب أن الترجمة للقرآن ترجمة صحيحة من الأمور غير الممكنة التحقق، لأن إعجازه يمنع من أن يأتي بمثله من أي لغة أخرى، ثم الظاهر أن الآثار المترتبة على القرآن الشريف من الأحكام التكليفية والوضعية، كوجوب قراءة سورة الفاتحة في الصلاة وعدم مس كتابته من غير المتطهر لا تثبت لترجمته. ويروى أن أول ترجمة للقرآن هي ترجمته للغة اللاتينية التي تعتبر أنها لغة العلم في أوربا وكان ذلك عام 1143 م بقلم (روبرت كنت) ويقال إنه استعان في ترجمته هذه (ببطرس الطليطلي) وعالم آخر عربي، وعليه يكون القرآن قد دخلت ترجمته أوربا عن طريق الأندلس، ويقال كان الغرض من ترجمته المذكورة هو عرضه على (ديكلوني) بقصد الرد عليه وترجم باللاتينية أيضا عام 1509 م وترجمه (بيب لياندر) باللاتينية أيضا في عام 1543 م ولكن لم تسمح النصرانية بنشر هذه التراجم واقتنائها، لأنها لم تكن مصحوبة بالرد عليه. ثم قام (هنكلمان) في عام 1594 م بترجمته مصحوبة بما لفقوه من الرد والاعتراض، وطبعت في عام 1598 م مع الردود والاعتراضات طبعة مراتشي. وبالرغم مما بذله التبشير من الحيلولة دون ترجمة القرآن بالوجه الصحيح، فقد قام رجال من المستشرقين بترجمته، فقد ترجمه (لرودولل) إلى الإنكليزية وطبعت في لندن عام 1861 م‌

اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست