responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 23

تقسيم سور القرآن وآياته إلى مكي ومدني‌

قيل إن المراد ب- (المكي‌): هو ما نزل بمكة وضواحيها كالآيات المنزلة على النبي بمنى وعرفات والحديبية.

والمراد ب- (المدنية): هو ما نزل بالمدينة وضواحيها كالآيات المنزلة عليه (ص) ببدر وأحد، وقد أورد على هذا التقسيم، بأنه غير حاصر لأن هناك من الآيات ما نزل بغير مكة والمدينة وضواحيهما مع أنه عدت من المكي أو المدني كقوله تعالى في سورة التوبة: (لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لَاتَّبَعُوكَ‌)، فإن المعروف أنها نزلت بتبوك وقوله تعالى في سورة الزخرف: (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا)، فإنه قد ذكر أنها نزلت ببيت المقدس ليلة الإسراء.

وقيل إن المراد بالمكي ما نزل خطاباً لأهل مكة، والمدني ما نزل خطاباً لأهل المدينة، وذكروا أن ما صدر في القرآن بلفظ يا أيها الناس أو يا بني آدم فهو خطاب لأهل مكة، وما صدر بلفظ يا أيها الذين آمنوا فهو خطاب لأهل المدينة.

ويرد على هذا التفسير ما أورد على التفسير الأول، فإنّ من الآيات ما لم يصدر بذلك الخطاب كقوله تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّه‌) كما أن هناك آيات وصفها القوم بأنها مدنية مع أنها صدرت ب- (يا أيها الناس) كقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ‌) وكقوله تعالى في سورة البقرة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ‌) فإن هاتين الآيتين مدنيتان، والخطاب كان فيها لأهل المدينة مع أنهما صدرتا ب- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ‌)، وتوجد أيضا من الآيات ما هي مكية وكان الخطاب لأهل مكة مع أن فيها (يَا أَيُّهَا الذين آمنوا) كقوله تعالى في سورة الحج: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا).

وقيل إن المراد بالمكي ما نزل قبل هجرة النبي (ص) إلى المدينة وإن كان نزوله بغير مكة. والمدني ما نزل بعد هجرة النبي إلى المدينة وإن كان نزوله بمكة، ونسب هذا التفسير إلى المشهور، وقد اعتمد عليه أكثر العلماء وهو مطرد لا تشذ عنه آية من الآيات‌

اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست