وقيل أنه أنجب بعد أن تخطى الستين سنة من عمره ورغم ذلك فقد ظل علي مكين البنيان قوي الجنان حتى ناهز الستين وكان كما يصفوه كان ربعة من الرجال الى القصر مائلًا، أدعج العينين، حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر (الكمال) حسناً، ضخم البطن، (أصلع) ليس في رأسه شعر الا من الخلف (أنزع بطين) عريض المنكبين، شئن الكفين، كأن عنقه كابريق فضة، كبير اللحية، لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري (تشابه هالة الأسد ألا أنها في رقبته) لا تبين ساعده من عضده قد أدمجت إدماجا، اذا امسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلا يستطيع أن يتنفس، وهوالى السمنة ما هو شديد الساعد واليد، وإذا مشى الى الحرب مشى مهرولًا، ثابت الجنان قوي، شجاع، منصور على من لاقاه.

ولقد ورث علي (ع) هذه القوة والشجاعة من أبيه، اذ كان ابو طالب قوي الجنان، متين البنيان، شديد الساعد. فقد شاهد حرب الفجار مع أشقاءه وكان له فيها بطولات نادرة تحدث عنها العرب من قريش وكنانه وكذلك من بني قيس. كما كان مسموع الكلمة، بين قومه وبين الملوك في ذلك الزمان قبل ظهور الأسلام وبعد ظهوره وفي جميع الجزيرة العربية وذلك مما يدل على قوة شخصيته في قريش وجميع القبائل العربية. اذكان سيد قومه وشيخها الذي تدين له بالطاعة والولاء.