responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 16

الشديد، والكبت المؤلم من الحرمان وسوء الوضع في جميع دوائرها.

وقلنا ولا نزال نقول: ان الشعب قد تورم وتألم بأجمعه من سوء أعمال المسؤولين بجميع طبقاتهم من رأس الوزارة الى أدنى ادارة حتى صار كالجرح الذي تقيح ويوشك ان ينفجر.

ولو أردنا ان نجعل هذه الجملة كمتن من المتون ونشرحها ولو شرحا وجيزاً ونعلق عليها ولو تعليقاً خفيفاً لكان يلزمنا ان نخرج الى المكتبة العربية كتابا بحجم القاموس.

(ص) بل لو أردنا ان نقتصر فقط على قضايا الشرطة ورشواتهم وسوء تصرفاتهم ومقاسمتهم السرقات مع اللصوص والمجرمين، ولم يحصي هذا الوضع التعيس قاموس بل ولا قواميس. وقل مثل هذا في كل دائرة من الدوائر، حتى القضاء المحاكم التي ربما يقال انها أنزه الإدارات نسبة، ولكن هل تنحسم الدعوى البسيطة بين المتخاصمين في سنة او سنتين؟ كلا! بل ربما تبلغ بالأخذ والرد والتمييز والاستيناف الى بضع سنين، وحتى يضيق الخناق وتبلغ النفوس التراق.

اما الاختلاسات والخيانات وفتح باب الرشوات على مصراعيه في الري والاشغال والاعمار والاعاشة والبلديات والاستهلاك وغيرها فهو أمر مكشوف لا ستار عليه ولا أغطية، وصار حديث المقاهي والأندية.

ليس الغرض بيان هذه الكوارث التي تهيج الشجون، وتستنزف ماء الجفون، وانما الغرض بيان تذمر الشعب الشديد، الى حد بعيد، فلو اصطدم بهذه الطامة الكبرى والكارثة العظمى يوشك ان ينتفض انتفاضة ينقلب بها الوضع رأساً على عقب ولا يقاومها أي قوة وكفاح، ولا يتمشى فيها أي ارشاد واصلاح.

وأعظم من ذلك خطر هذا الشباب المتحمس اذا حفزته الغيرة على وطنه والنخوة على أمته اندفع مع العاطفة اندفاع العاصفة لا يرده شي‌ء، ولا جدوى حينئذ ولا صغوى الى نصائح الحاكمين وما ينشر في صحفهم من ان الشباب لا يجوز له ان‌

اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست