responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلم الطيب المؤلف : كاشف الغطاء، علي    الجزء : 1  صفحة : 7

الحمد لله الذي سما في العز ففاق خواطر الأبصار، ودنا في اللطف فجاز هواجس الأفكار. يا من عنت الوجوه لهيبته وخضعت الرقاب لكبريائه وعظمته، ووجلت القلوب من مخافته صلِّ على الدليل إليك في الليل الأليل، والماسك من أسبابك بحبل الشرف الأطول، والناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل والثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول، وعلى آله وصحبه الطيبين الأخيار معادن حكمتك، وحفظة سرك، والملبين لإرادتك في مستسر السر وظاهر الأمر مهما كلفهم الأمر، ومهما عاكسهم القدر. اللهم وأني أسألك بما نطق فيهم من مشيئتك وبما ضمنت به الإجابة للداعين يا رب العالمين وبجاه مولانا أمير المؤمنين أن ترعى بحسن رعايتك من كان في هذا الجمع الكريم.

كلمة في العيد المبارك‌

أيها الجمع الكريم:

إن هذه الوجوه الكريمة في هذا الاحتفال الكريم تلهمنا دروساً نضالية وعبراً تاريخية، ينبغي أن نتخذها منطلقاً لانتصارات عالية ونجاحات جديدة، ألّا وأن من خير الخير أن يتوج نضالكم بتحقيق أهدافكم في بناء مجتمع ديني إسلامي، وأنا إذ أشارككم في المسرة والفرح بهذا العيد وبهذه المقابلة التي تؤكد القيم الإنسانية التي تحملها نفوسكم فإن لنا المزيد من الثقة والإيمان بأن الغد سيحمل تقدمات وانتصارات ومنجزات كثيرة للأمة الإسلامية من التحرر من كل ألوان الاضطهاد والاستعمار والاغتصاب والتجزئة والتمييز العنصري والتخلف عن ركب الحضارة، وإنه يؤكد تعبئة كل الطاقات منكم لاستكمال المسيرة لبناء المجتمع الإسلامي.

كلمة في حث المسلمين على الاستهلال‌

أيها المؤمنون:

إن الأهلة قد جعلها الله مواقيت للناس، فلا يفوتكم استهلالها والتطلع لرؤيتها لما يترتب على ذلك من الآثار الجليلة والفوائد المجيدة من الواجبات الإلهية المهمة، لأيام خاصة والمستحبات الشرعية الأكيدة لأوقات معينة. أضيفوا إلى ذلك من توقف معرفة نحوس الأيام وسعودها وتعيين الزيارات المخصوصة للأئمة الأطهار وتمييز مواسم الأعياد التي هي ملتقى سرور المسلمين، ومظهر من مظاهر وحدتهم وإخائهم على معرفة طلوع الأهلة في الآفاق وظهورها أول الليل في طرف السماء. ولا يكفي في تشخيص الهلال طول زمن مكثه ولا سعة قطر وسطه. فإنه طالما مكث حتى يذهب الشفق في ليلته الأولى وكثيراً ما أتسع وسطه حتى تخيل أنه ابن ليلة أخرى. وقد ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في حديث طويل أنه قال (ع): (يأتي على الناس زمان تنهتك فيه المحارم ويعلن فيه الزنا ويستحل فيه أموال اليتامى ويؤكل فيه الربا ويطفف المكاييل والموازين ويستحل الخمر بالنبيذ والرشوة بالهدية والخيانة بالأمانة ويتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ويستخف بحدود الصلاة ويحج فيه لغير الله، فإذا كان ذلك الزمان انتفخت الأهلة تارة حتى يرى الهلال ليلتين وخفيت تارة حتى يفطر شهر رمضان في أوله ويصام العيد في آخره، فالحذر الحذر حينئذ من أخذ الله على غفلة فإن من وراء ذلك موت ذريع يختطف الناس اختطافا حتى أن الرجل ليصبح سالماً ويمسى دفيناً ويمسى حياً ويصبح ميتاً فإذا كان ذلك الزمان وجب التقدم في الوصية قبل نزول البلية ووجب تقديم الصلاة أول وقتها خشية فوتها في آخر وقتها فمن بلغ منكم ذلك الزمان فلا يبيتنّ ليلة إلا على طهر وإن قدر أن لا يكون في جميع أوقاته إلا طاهراً فليفعل فإنه على وجل لا يدري متى يأتيه رسول الله لقبض روحه فاتقوا الله في سرائركم وعلانيتكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ومن يتبع غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) [1].


[1] بحار الأنوار/ المحدث محمد باقر المجلسي/ ج 96/ ص 304/ رواية 19/ باب 37.

اسم الکتاب : الكلم الطيب المؤلف : كاشف الغطاء، علي    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست