responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلم الطيب المؤلف : كاشف الغطاء، علي    الجزء : 1  صفحة : 25

الكلمة الثامنة تنزيه الكلمات‌

أن تكون الهتافات التي تنطلق بها ألسنتكم والأهازيج التي ترددها جماعاتكم والقصائد الشعرية التي تنشدها شعرائكم والكلمات النثرية التي تلقيها خطبائكم مشبعة بروح الإيمان والتقوى حاملة للرسالة الحسينية للجماهير المستمعة على الوجه الأكمل ناشدة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داعية للحق والخير بحيث يقفل الجميع وهم على أيمان أقوى وعقيدة إسلامية أسمى.

الكلمة التاسعة التزاور بين الزائرين‌

أن يحصل التزاور بينكم لتبادل المعرفة وتأكيد أواصر الأخوة ففي الخبر الشريف عن أبي عبد الله (ع) قال: (تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكر لأحاديثنا وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم وإن تركتموها ضللتم وهلكتم فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم) [1].

وعن أبي الحسن (ع) قال: (ليس شي‌ء أنكى لإبليس وجنوده من زيارة الإخوان في الله بعضهم لبعض) [2]. وعن رسول الله (ص): (الزيارة تنبت المودة وزر غباً تزدد حباً) [3]. وعن أبي عبدالله (ع) قال: (لزيارة مؤمن في الله خير من عتق عشر رقاب مؤمنات ومن عتق رقبة مؤمنة وقى الله (عز و جل) بكل عضو عضواً من النار) [4]، وعن أبي جعفر (ع) وأبي عبد الله (ع) قالا: (أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفاً بحقه كتب الله له بكل خطوة حسنة ورفعت له درجة فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما بوجه ثم باهى بهما الملائكة فيقول انظروا إلى عبدي تزاورا وتحابا في حق على أن لا أعذبهما بالنار بعد ذا الموقف فإذا انصرف شيعه ملائكة بعدد نفسه وخطاه وكلامه يحفظونه عن بلاء الدنيا وبواثق الآخرة إلى مثل تلك الليلة من قابل فإن مات فيما بينهما عفى عن الحساب) [5].

الكلمة العاشرة

يوم زيارة الأربعين‌

إن الميزان في تعيين اليوم لهذه الزيارة الشريفة، هو ما كان أربعيناً بعد شهادته (ع) بأن تحسب الأيام بعد يوم عاشوراء. فما كان يوم الأربعين منها في صفر فهو يوم الزيارة سواء كان شهر محرم ناقصاً أو تاماً، وعليه فلا يضر الشك في أول يوم من صفر في تعيين يوم هذه الزيارة لأن الأخبار الواردة عن الأئمة الأطهار (ع) في شأن الزيارة كلها بلسان الأربعين. ففي خبر العسكري (ع) قال: (قد عدّ من علامات المؤمن زيارة الأربعين) [6]، وفي خبر صفوان بن مهران الجمال قال: (قال لي مولاي الصادق (ع) في زيارة الأربعين تزور عند ارتفاع النهار) [7]، وليس في الأحاديث الواردة عنهم (ع) ما يخصها بغير ذلك. نعم: روى الشهيد (رحمة الله) عن عطا قال: (كنت مع جابر يوم العشرين من صفر فلما وصلنا الغاضرية اغتسل ... إلى اخره). وهو ليس برواية عن إمام، وإنما رواية لفعل جابر (رحمة الله) ولعله كان يوم العشرين في ذلك الوقت هو يوم الأربعين بعد عاشوراء والله ولي التوفيق.

كلمة في ذكرى ميثم التمار

بسم الله الرحمن الرحيم‌

أيها الملأ الصالح لا زلتم في رواق من المجد والرفعة ينعشكم اللطف الإلهي وتحيطكم العناية الربانية وترعاكم الرعاية العلوية وأنتم في دعة وسلام.

إن هذه الظاهرة التي جادت بها أنفسكم إزاء الطغيان الأموي والعدوان الإلحادي في ذكرى ميثم التمار تلميذ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لجديرة بالشكر والثناء، وحَرِيَّة بالإحسان والجزاء لا من المؤمنين فحسب بل من رب العالمين ومالك يوم الجزاء والدين إذ قد أحييتم بها بطلا من أبطال التضحية في سبيل الواجب، وبطلا من أبطال العلم والمعرفة بالله تعالى، وبطلا من أبطال الإيمان والعقيدة وأنى لنا بمثل ميثم، الشخصية التي تضاءلت جميع قوى الجبروت والسلطان إزاء إيمانها، انهارت جميع مظاهر العظمة والكبرياء إزاء عقيدتها، فلم تخرسها الطمع بالحياة ولم تحد من نشاطه السلطة العمياء الهوجاء، وكأني به (رحمة الله) ورحمنا ينشد هذه الآية الكريمة [قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ].


[1] عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن يزيد بن مالك عن أبي عبد الله( ع) قال:( تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكر لأحاديثنا وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم وإن تركتموها ضللتم وهلكتم فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم)، بحار النوار/ المحدث محمد باقر المجلسي/ ج: 74/ ص: 258/ رواية: 56/ باب: 15

[2]( الكافي) بالاسناد المتقدم عن محمد بن سليمان عن محمد بن محفوظ عن أبي المغرا قال: سمعت أبا الحسن( ع) يقول:( ليس شي‌ء أنكى لإبليس وجنوده من زيارة الأخوان في الله بعضهم لبعض)، بحار الأنوار/ المحدث محمد باقر المجلسي/ ج: 63/ ص: 258/ رواية: 131/ باب: 3

[3]( كتاب الإمامة والتبصرة) عن محمد بن عبدالله عن محمد بن جعفر الرزاز عن خاله علي بن محمد عن عمرو بن عثمان الغزاز عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه( ع) قال: قال رسول الله:( الزيارة تنبت المودة) وقال:( زر غباً تزدد حباً)، بحار الأنوار/ المحدث محمد باقر المجلسي/ ج: 74/ ص: 355/ رواية: 36/ باب: 21

[4] بالاسناد المتقدم عن صالح بن عقبة عن عقبة عن أبي عبد الله( ع) قال:( لزيارة مؤمن في الله خير من عتق عشر رقاب مؤمنات ومن أعتق رقبة مؤمنة وقى الله() بكل عضو عضوا من النار حتى أن الفرج يقي الفرج)، بحار الأنوار/ المحدث محمد باقر المجلسي/ ج: 74/ ص: 349/ رواية: 13/ باب: 12

[5] عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن يزيع عن صالح بن عقبة عن عبد الله بن محمد الجعفي عن أبي جعفر وأبي عبد الله( ع): قالا( أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحيت عنه سيئة ورفعت له درجة فإذا طرق الباب فتحت له أبواب السماء فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما بوجهه ثم باها بهما الملائكة فيقول انظروا إلى عبدي تزاورا وتحابا في حق على إلا أعذبهما بالنار بعد ذا الموقف فإذا انصرف شيعه ملائكة عدد نفسه وخطاه كلامه يحفظونه عن بلاء الدنيا وبوائق الآخرة إلى مثله تلك الليلة من قابل فإن مات فيما بينهما أعفى من الحساب وإن كان المزور يعرف من حق المزائر ما عرفه الزائر من حق المزور كان لله مثل أجره). بحار الأنوار/ المحدث محمد باقر المجلسي/ ج: 76/ ص: 34/ رواية: 32/ باب: 100

[6] روي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري( ع) أنه قال:( علامات المؤمن خمس الصلاة، زيارة الأربعين، التختم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم). بحار الأنوار/ المحدث محمد باقر المجلسي/ ج: 101/ ص: 106/ رواية: 17/ باب: 14

[7] أخبرنا جماعة من أصحابنا عن أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري قال حدثنا محمد بن علي بن معمر قال حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن مسعده والحسن بن علي بن فضال عن سعدان سعدان بن مسلم عن صفوان بن مهران الجمال قال:( قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه في زيارة الأربعين تزور عند ارتفاع النهار وتقول السلام على ولي الله ... إلى أخر الزيارة)، بحار الأنوار، المحدث محمد باقر المجاسي، ج: 101، ص: 331، رواية: 2، باب: 25.

اسم الکتاب : الكلم الطيب المؤلف : كاشف الغطاء، علي    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست