responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلم الطيب المؤلف : كاشف الغطاء، علي    الجزء : 1  صفحة : 2

كلمة في الصلاة

بسم الله الرحمن الرحيم‌

إنها نِعْمَ الصلة للعبد بخالقه ومكونه، وعندما يحاسب العبد فهي أول ما يحاسب عليه. فإن قبلت قبل ما سواها، وإن ردت رد ما سواها. وهي عمود الدين فإن ضاعت ضاع الدين كله، وبها للصدور المكلومة شفاء ولنهي النفس الأمارة بالسوء دواء، إذ تنهاها عن المنكر والفحشاء، فيالها من عمل جليل وفعل ذي أثر جميل تعرج به النفس نحو الملكوت الأعلى، وتستنشق به شذى السعادة المثلى التي يركض لها المتقون والمنهل الذي يكرع من رحيقه الصالحون حيث يقف المصلي أمام الجلال والجبروت، أمام ربه وخالقه بخضوع وخشوع.

الصلاة قبل الإسلام‌

إن الصلاة قد شرعت قبل الإسلام، كما قد دل على ذلك صريح آيات القرآن الكريم. ولم يكن تشريعها قبل الإسلام بكيفيات خاصة وبأعداد مخصوصة، وفي التحفة الأحمدية ما حاصله: أن أول من صلى الصبح آدم (ع) وكان لا يعرف ظلمة الليل فلما رآها خاف أن تكون من أجل خطيئته فبات مغشيا عليه، فلما أصبح رأى ضوء الفجر صلى ركعتين شكرا لله تعالى. وأول من صلى الظهر إبراهيم (ع) لما فدى ولده بذبح عظيم، وكان قد أصابته هموم أربعة: ذبح ابنه وخوفه من عدم رضوان ربه، ووجد والدة ابنه، وشماتة عدوه إبليس. فلما زالت همومه الأربعة صلى في الظهر أربعة ركعات شكرا لله تعالى على زوالها. وأول من صلى العصر سليمان (ع) رد الله تعالى عليه ملكه، وكبت عدوه، وأسال له عين القطر، وتاب عليه. فصلى في العصر أربع ركعات لهذه النعم الأربع. وأول من صلى المغرب عيسى (ع) لما قيل أنه ثالث ثلاثة ليظهر كذبهم وافترائهم وليظهر عبوديته. وأول من صلى العشاء يونس (ع) لما أخرجه الله من الظلمات الثلاثة وأنبت عليه شجرة اليقطين. وذكر أن صلاة الفجر أول من صلاها آدم (ع) حين هبط من الجنة. وذكر أن الظهر كانت صلاة داود، والعصر كانت صلاة سليمان، والمغرب كانت صلاة يعقوب، والعشاء كانت صلاة يونس. وقيل أن الظهر كانت صلاة إبراهيم (ع) والعصر للعزير، وقيل ليونس والمغرب لعيسى، وقيل لداود والعشاء لموسى وقيل أن العشاء خاصة بنبينا (ص) وليس لنا ولا لهم دليل على ذلك يمكن الاعتماد عليه إلَّا أن الذي ظهر من دراستنا للأناجيل والتوراة، أن الصلاة فيها عبارة عن التكلم مع الله (عز و جل)، وطلب ما يحتاج إليه الإنسان لجسده ولروحه مع تمجيد الله تعالى والشكر له وخلوص النية وطهارة التفكير. ولا يشترط فيها أن يكون جسد الإنسان بكيفية خاصة فيجوز لمن يصلي عندهم أن يركع أو يقف أو يسجد أو يغمض عينيه أو يرفعهما إلى السماء. وهي عندهم تتنوع حسب الظروف، وتتغير حسب تقدم الناس في الحياة واختلاف آرائهم وأفكارهم. وعندهم هو خير الصلاة هو شدة التوجه فيها لا بطولها ولا بكثرة كلماتها ويأتون بها لنوال البركة من الله تعالى، وللنصر على الأعداء، ولطلب الولد، ولرفع الجوع، وكفارة الذنب كالقتل ولغير ذلك من حوائجهم كما

اسم الکتاب : الكلم الطيب المؤلف : كاشف الغطاء، علي    الجزء : 1  صفحة : 2
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست