responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 84

في جميع أجزاء البدن وأوعيتها دموية وليمفاوية، والدموية شرايين وأورده وأوعية شعرية، والليمفاوية هي ما تحتوي على مادة بيضاء ومنها على سطح البدن وأكثرها في الحشايا وأعصابها خيوط بيض دقيقة يصدر عنها الإحساس والحركة وأغشيتها منها ما هي مصلية ومنها ما هي زلالية وهذه البُنية بهذا التقسيم والنضد الذي أوضحته لك غاية الإيضاح لها ظواهر وأعمال هي بلا ريب نتيجة تسخير قوّى ماديّة لا تنفك المادة عن أسرها، كالهضم والإفراز والشهيق والزفير والامتصاص ودخول الدم إلى القلب وخروجه عنه كما تقتضيه الدورة الدموية والانقباض والانبساط بل والإحساس والألم وغير ذلك من الوظائف العضوية، ومنها جملة من الوظائف الدماغية وإن كان التمييز بين ما هو من أعمال الدماغ ووظائفه وبين ما هو من وظائف الرّوح عسراً جدّاً. ولعلماء النفس في ذلك مباحث غراء فهذه الوظائف والأعمال وما هو من قبيلها كلها لا نضطر من اجلها لاعتبار قوّة علويّة سماويّة مخالطة للجسد، ومن الجائز المعقول أن يبتدع الخالق خلقاً مادياً محضاً منقطعا عن كلّ ما هو خارج عن المنظور ويضعه بين أيدي النواميس الماديّة متغذياً نامياً حساساً وهذا نوع من الحياة ودرجة منها يوجد منها في الأحياء ما هو كذلك، والماديون لم يعرفوا غير هذه الدرجة من الحياة ولم يدركوا ما وراءها وكمال الحياة في المرتبة وتمامها في الدرجة هي أن تفاض عليها تلك القوة الإلهية وتخالطها اللطيفة المجرّدة وتتشبث به تشبثا يعسر انفصاله ولم نجد في مكونات العالم جسماً تشتبك به الرّوح ولا يكون مالكا لتلك الدرجة من الحياة أو لما هو أبسط منها ولا يكون واجداً لمزيّتي الإدراك والشعور، وغيرهما من‌

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست