responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 83

الكلمات التي سبق ذكرها

فنقول ما من أحد لا تكون له قوّة التميّز بين المواد الحية والمواد الجامدة الميتة، والحياة من أظهر الحالات بالحس ولكنها من أخفاها على الإدراك والفهم، وفيها رأيان معروفان سبقت الإشارة إليهما:

أحدهما إنها مظهر من مظاهر القوى الطبيعية تلك القوى التي هي من نوع القوى الحاكمة على المادّة المسخرّة لها. فالحياة ليس لها سراً وليست هي عن شي‌ء متميز في ذاته ومستقل في قوامه نسميه سرّ الحياة، فإذا مات الإنسان أنحلت روابط حياته التي هي تلك القوّى المشار إليها وتحللت عناصره وتلاشى.

وثانيهما إن الحياة متشعبة ومستمدة من أصل مستقل موجود في الكون تحت اسم الحياة، وإنّه لامناص من نوع القوى المسخرة للمادّة، فإنّ النظر المجرّد إلى الإنسان في مداركه العالية ومواهبه الرفيعة يدّل على أنّ فيه من القوى الرّوحية ما يعتبر أرقى من كلّ القوى الطبيعية، فإنّ تلك القوانين والنواميس لا تكفي في تعليل جميع ظواهر الحياة وبواديها. وقد قدّمنا لك لُباب ما استندت إليه أرباب هذا الرأي وعضدناه بالشواهد الحسية والنظرية.

ولا ريب ولا إشكال في أنّه لا يصح الاستناد في الاعتقاد بتلك القوّة الرّوحية إلى نفس الظواهر الجسمية التي يسهل تعليلها بالمبادئ المادية والتي هي نتيجة تفاعل المادة والقوّة، فهذه البنية الإنسانية المحشوة في هذا الوعاء الجلدي المركبة من عظام وعضلات وأوعية وأعصاب وأغشية وغدد وأعضاء مختلفة التركيب وعظامها هي الأجزاء الصلبة التي يتركب منها هيكل الجسد، وعضلاتها هي الكتل اللحمية المبثوثة

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست