responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 72

من محض الإيمان وإنّ الذي يعذّب فهو من محض الكفر ويلهى عما سوى ذلك، فهذه المباحث كلها لسنا نحن الآن بصددها.

وليعلم قبل ذكر الملخص من الرّوايات عن الأئمة الهداة، إنّ علماءنا المتقدمين والطبقة الأولى من المحدّثين رضوان اللّه عليهم، إنما فحصوا ومحصوا ونقبوا ولخصوا خصوص الروايات التي تتعلق بالأحكام التكليفية، وماله مساس بالقوانين الإلهية والأحكام الإسلامية، أما عدا ذلك مما يتعلق بالثواب والعقاب والأخلاق والتاريخ والطب وجملة ممّا يتعلق بتفاصيل أمور تتعلق بأصول العقائد وغيرها، فقد أهملوا النظر فيها، ولم يمحصوها ذلك التمحيص ولم يبالغوا في التنقيب عن أسانيدها، ولا نظروا في متونها ذلك النظر العميق. أما أصول العقائد التي يجب الاعتقاد بها فالأدلة عليها متوّفرة ومتكثرة وليس الطريق إليها منحصراً في الأحاديث والرّوايات، وإنما لم يفعلوا ذلك لأنه لا يتوّقف على شرحها وتفاصيلها إلزام شرعي ولا واجب ديني، وقد سطرت في جوامع الأخبار على علاتها غير مّنقب في متونها ولا ممحصة أسانيدها، وقد حشرت من كل حدب وصوب فجملة الأخبار الواردة في هذه الأبواب لا تسكن إليها النفوس ولا تطمئن بها القلوب إلّا ماوافقته العقول وأسندته الأصول ولم يعتمدها جميعها حفظة الدين وأمناؤه. وقد كان بعض أساتذتي المتبحرين يقول إنّ المحدثين الذين حشروا تلك الروايات وملئوا بها الطوامير والسجلات لم يحسنوا بما صنعوا وإن اتعبوا أنفسهم جزاهم اللّه خيراً، فإنّ في تلك الرّوايات من الوضع والحشو والدس والتحريف مالا يصح‌

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست