responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 60

الطبيعية المقرّرة التي أنتجتها ولكن إذا قسناها بذلك المقياس الفطري الغريزي وحاولنا تطبيقها على أحكام العقل، رأينا فيها خللا أو نقصا لا يزيدنا إلا جهلًا ولا يزداد البحث فيها إلا تعقيداً حتى يقودنا ذلك إلى الشكوك وتضارب الظنون، وكم جرى ويجري لكلّ واحد مّنا من هذه الهواجس؟ وتعتريه الحيرة والذهول وينشد الحكمة الخالقية وعناية الإبداع فلا يجد لهما أثراً، والعالم مملوء من قبيل هذه الحوادث والوقائع.

ومرادي بالوقائع الأدبية والمعنوية، هي تلك الحوادث والوقائع التي نندفع لها برغبات نفسية والتي نقسمها بالنظر إلى أحكام العقل وذلك المقياس الفطري وباعتبار تأثيرها النفسي وما يلزمها من صلاح وفساد إلى عدوانية وغير عدوانية، وبالمادية هي تلك الوقائع الجارية في الكون بتفاعل المادة والقوّة بهذا الاعتبار وغيرها من الظواهر الجوية والحوادث الفلكية والأفعال الكيماوية ونواميس النمّو في النبات والحيوان وجميع الكائنات باعتبار تسلسلها عن أسبابها وعللها، وحرصي في أن تشاركني في شعوري ويختلج في نفسك ما يختلج في نفسي يحثني أن أزيد البيان وضوحاً، إنّ وقائع الكون المادية لا يشذ منها شي‌ء عن أحكام العقل، والعلوم الفلكية والطبيعية والريّاضية قد تكفلت ببيان ذلك، وهي كلها ذات وتيرة واحدة مرتبطة بأسبابها ومسخرة لنواميسها وما سمعته وتسمعه من أنّ الطبيعة عمياء، وأنّ فيها شواذاً وغلطات، فذلك إنما نشأ عند القائلين به من جهة ما اختلط عليهم من الاعتبار المادّي بالاعتبار الأدبي، فالعمى والغباوة المادية في‌

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست