responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 59

وأرقى، وإنّ أدواره الأدبية تنقسم هكذا؟ فقد كان نطفة عالمية في أصلاب السرمدية وانحدر منها إلى أرحام الأزلية ثم يعبرها إلى أن تتفتح له أبواب الأبدية وإنّ الفروض والآراء التي فرضها النشويون للمادة بما هي ماّدة يصح لنا أن نفرضها بعين ذلك الفرض لهذا العالم من جهاته الأدبية، فنحن سائرون بالزوال إلى الكمال ومتدرجون بالفناء إلى غايات الإتقان في البقاء.

الحكمة في الوقائع وقياس الفطرة

لا ريب أنّ لنا في طبيعتنا قوّة فطرية نقيس بها حكمة الحوادث والوقائع ومعنوياتها ونحكم بصوابها أو خطئها بلا تعلم ولا درس، والشعور بالانقباض والارتياح حسّ غريزي في النفس، فما يجري من الحوادث على طبق الحنوّ والشفقة والمروءات نشعر بارتياح له وإن كنا لا نعرف شيئا من أطراف تلك الواقعة التي شعرنا بالارتياح أو الانقباض منها وما يجري منها على طبق الظلم والعدوان والجبروتية نشعر باشمئزاز منه وانقباض، فلو بلغك إنّ شخصا أنقذ آخر من هلكة أو وبال ارتحت لذلك وإن لم يكن لك علاقة بأحدهما، كما إنّا نتمنى الانتقام من كل أثيم معتد وإذا شاهدنا أنّ شخصا فوجئ بإزهاق نفس ولده الوحيد معقد أماله ومجمع ماله ومجدّد شبابه، فمثل هذه الحادثة إذا محصناها بذلك القياس الفطري والاعتبار الغريزي، وجدناها في حد نفسها من اقبح أفعال الظلم والعدوان، وكل حادثة من فقر أو شقاء أو مرض أو موت، لا نعجز عن تتبع أسبابها الطبيعية ويستطيع العلم والعقل أن يعللاها تعليلًا صحيحاً معقولًا ويظفرا بالنواميس‌

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست