responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 55

هما منذ كانتا، والفناء والزوال إلى أن يأتي أمر ربّك ذي الجلال في المظاهر والتألفات.

أما صور البسائط وهياكل الأجزاء الفردة، فقد أمسكت بها موادّها منذ الإبداع والتكوين، ومن أين يستحيل في العقل أن تبقى بعض صور المؤلفات المادية والمركبات العنصريّة ملازمة لها لا تنفك حتى لو انعدمت وعادت كصور بسائطها التّي لا يمكننا الاعتراف بانفصالها عن موادها ومفارقتها؟ ومن المحال أن نحكم على الممكن الواقع بالمحال، وإذا كان هذا الأمر ممكناً غير محال وكانت ملازمة الصورة للمادّة بوضعها البسيط واقعاً لا يقبل الإنكار، ففي المركب منها إذا كان على وضع ونسبه خاصّة بمقادير كيماوية دقيقة جائز لا يوجد في العقل ما ينفيه.

أما إثبات ذلك فسوف نبرهن عليه بما لا يستطاع ردّه ونقده وبه يتضح لك إنّ هذا السر الخفي ظفرت به الأديان قبل العقول ولا يحق لنا إنكار ما يغمض علينا وجحده إنكاراً قطعياً، ولعل علة الغموض قلّة المعرفة وضعف الإدراك.

إتقان النواميس المادية

إنّ هذا العالم المشاهد المحسوس إذا نظرنا في جهتيه المادية والأدبية ودّققنا نظام الموجودات بأسرها واستدعينا علماء النفس والفلسفة والطبيعة، لا نجده كاملًا معقولًا في جهاته الأدبية إلّا إذا فرضنا له عالماً آخر يتجدّد فيه هذا العالم من ألفه إلى يائه ومن مبدأه إلى منّتهاه، ويكون ذلك العالم الآخر متّمماً له ومصلحاً لمواطن الخلل فيه.

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست