responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 54

دلالة الوجدان على المعاد

لا يمكننا أن نتصوّر أنّ هذا الوجود صائر إلى العدم والوجدان يدّل على أنّ الخلود والمعاد بهما يكون كمال النظام وحكمة الإبداع، فما جئنا لهذا العالم لنقضي أيّاماً معدودة ثم نتلاشى، إنّ وجوداً كهذا يكون عبثاً وتكون الخليقة برمّتها ألعوبة لا معنى لها ولا فائدة، والدوام والاستمرار أصل وجداني مستحكم في غرائز العقلاء في منشآتهم وأعمالهم، ومن السخافة أن يهتمّ من له أوائل الوجدان بأمر موّقت مستدرج، والتوقيت والزوال أمران نسبيان وليست المُنْشَآت والمكوّنات في رقعة هذه البسيطة صوراً كهربائية وأشباحاً سينمائية ابتدعها خالقها بما فيها من وئام وخصام ولهوا وبطراً.

البرهان على المعاد

الفناء والزوّال في الصور والتالفات‌

جعل اللّه تعالى أساس الموجودات بأسرها في هذا العالم المحدث المادة والقوّة، ولا يمكننا أن نزيد فيه ذرّة أو ننقص منه ذرّة، وتلك المادة والقوّة اللّتان أخرجهما بارءهما من أحشاء العدم منذ الخليقة كانا ولم يزالا إلى الآن لا تعتريهما زيادة ولا نقصان، والجماد والنبات والحيوان صور وتقلبات وتحوّلات ذوات نسب متفاوتة ومقادير موزونة تتجاذبها قوى ونواميس متقنة فيتمخض العالم في كل دور من أدواره وينفرج عن مشهد من مشاهد الكائنات وينجلي في عالم الشهود سجلّ من سجلّات الخليقة [ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ‌] أما المادة والقوّة فهما كما

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست