responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 32

المنوم بحيث لو كان الإنسان محض المادة لما أمكن حصول هذه الأعمال وهذه الأعمال بشهادة أساتذة أطباء لا يمكن تعليلها بعلم وظائف الأعضاء.

وللتنويم درجات يتفاوت فيها تسلّط المنّوم على النائم وقد يكون في أول درجات التنويم مالكاً لشي‌ء من حريّته ثم إذا ترقى في نومه فهنالك الدهشة والحيرة من انفعال النائم ووقوعه تحت تصرّف المنّوم كيفما يشاء ويكون جسمه فاقداً لكل إحساس وشعور وتسقط أجهزة حواسّه عن أداء وظائفها وهذا المظهر المدهش إنما يكون لغير المنّوم (أما المنوم) فيستطيع أن يؤثر عليه بما يشاء وكأن الجسد بالنسبة إلى تلك القوّة المودعة فيه من قبيل الغلّ والقيد فهي مادام الجسد مالكاً لحريته مسخرة لمشيئته وملتذّة بلّذته ومتألمة بآلامه.

وكأنّ تلك القوى الإلهية بينها تحاب ولها مع بعضها مطاوعة فإذا تفككت حلقات القيد وانفصمت عرى الأغلال بواسطة عمليّة التنويم جاز للمنّوم إن يسخرها عن طريق هذا الجسد النائم ومن هذه النافذة الجثمانيّة واختبر حال عمليّة التنويم بنفس الطفل وروحه فإنها اقبل للتهيّج والانفعال وأطوع للتأثير من غيرها لّان قيودها بعد لم تستحكم حلقاتها.

وربّما تقوى درجة التنويم إلى حالة يقع فيها الجسد في شبه الموت فيفقد الحس والحركة وحينئذ لا يمكن مخاطبة روحه وتعوّد الصلة بين الرّوح والجسد ضعيفة إلى الغاية وانّه مع ذلك، كل تأثير يكون على الرّوح يسري إلى الجسم حتى التأثيرات غير المرئية إذا وقعت‌

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست