ثمّ سوى الخلاف الى فقهاء القوم مع ذرية رسول اللّه، فكان
الرجوع الى الفقهاء منهم، و عترة النبي صلّى اللّه عليه و آله معزولون معتكفون هى
دورهم كلّ له طريقة ينفرد به، فالباقر و الصّادق و اولادهما عليهم السّلام و
اصحابهم لا يألفون الى اولئك و لا هم يألفون إليهم.
فان صحّ انّ باب الاجتهاد انسدّ و اختصّ الرجوع بالاربعة، فقد نسبوا
العترة الّتي امروا بالتمسك بها الى الضلال. و اذا ظهر البون بين الفريقين قديما و
حديثا، فعلى العاقل ان يختار احد الجادّتين، و لا يجمع بين امرين متضادّين، اللّه
اكبر! اللّه اكبر! و ما اكثر البقر.
*** و امّا الائمة الاثنا عشر:
فاوّلهم: على بن ابى طالب عليه السّلام
ابن عبد المطلب بن هاشم و أمّه فاطمة بنت اسد. ولد فى الكعبة يوم
الجمعة ثالث عشر رجب، و روى سابع شعبان، بعد مولد رسول اللّه بثلاثين سنة. و
اصطفاه اللّه إليه و اختار له جواره قتيلا بالكوفة ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من
شهر رمضان سنة اربعين، عن ثلاثة و ستين سنة على نحو ما عمّر رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله، و دفن بالغرىّ من نجف الكوفة بمشهده الآن.