responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيخ جعفر الكبير المؤلف : الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء    الجزء : 1  صفحة : 18

تواضعه وزهده‌

كان الشيخ شديد التواضع والخِفض واللين وفاقد التجبر والتكبر، ومن تواضعه ما كان يصرح به جهارا في وصف حاله، قال: كُنت جعيفراً فصرت جعفرا، ثم الشيخ جعفر، ثم شيخ مشايخ المسلمين.

وكان يأكل من الطعام ما جشب ومن اللباس ما خشن سيراً على سيرة السلف الصالح، كما كان يخفض جناحه للفقراء والمعوزين من طلبة العلوم الدينية خاصة حيث يسعى في قضاء حوائجهم وتيسير عسرهم. أما عبادته، فلقد كتب كاتبوا سيرته قائلين إذا كان الثلث الأخير من الليل أخذ بالبكاء والمناجاة سراً وجهراً، وتضرّعاً وخيفةً وهو يعفر جسده في التراب ويكرر قوله: (يا جعفر يا جعيفر يا قليل الحياء، يا كثير الشقاء).

معركة الخميس‌

وهي جولات شعرية تعاكظ فيها العلماء الشعراء الصلحاء متبارين في ساحات الأدب جوّالين في مضامير الشعر، فكان نتاجهم (نقائض) تحاكي نقائض فرزدق وجرير إلا أن العفة لُحمتهُا، وطهارةُ الروحِ سُداها، والودادَ مِدادُها، وخفةَ الروحِ نهجُها.

يقف في مقدمة رجال هذه (المعركة) الشيخ جعفر الكبير، ويقف على الجانب الآخر الشيخ محمد بن يوسف آل أبي جامع الحارثي الهمداني وهو من اعيان أسرة آل محي الدين والذي تربطه بالسيد محمد زين الدين المشهور بالسيد محمد زيني مودة أكيدةٌ كانت سبباً في منازعة الشيخ جعفر وإثارة عجاجة هذه المعركة الودية.

ويبدو أن الشيخ محمد آل أبي جامع هو الذي نصَّبَ ميدان المداعبة، وحرّك مشاعر التعريض بالشيخ جعفر بقبوله مخاطباً السيد محمد زيني:

بما بيننا مِنْ خالص الودِّ لا نسلو

وغير أحاديث الصبابة لا نتلو

فأجابه الشيخ جعفر موجهاً كلامهُ للشيخ محمد زيني:

فدع عنكَ شيخاً يدعي صفو وده‌

فما كلُ مَنْ يرعى الأخلاء جعفرا

يريكَ بأيام الخميس مودةً

وفي سائر الأيام ينسخُ ما يرى‌

ويرد الشيخ محمد آل أبي جامع:

اسم الکتاب : الشيخ جعفر الكبير المؤلف : الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست