اسم الکتاب : الرد على مسايل موسى جار اللَّه المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 9
حصلت من التسبيح إلى اليوم؟ و أي مصلحة تحدث منه بعد اليوم؟ و
قوله: إن اللعن لا يزيد اللاعن إلا مرضاً إلى آخره فهو ممنوع فإن لعن الفاسق مثلًا
يزيد اللاعن إيمانا كما لا يخفى.
الرابع: ذكر السائل (أن
أمي المؤمنين عائشة و حفصة و هما بنص القرآن أهل البيت) و لا شك في أن أزواج النبي
صلّى الله عليه و آله و سلّم أمهات المؤمنين و إن الاتصال به صلّى الله عليه و آله
و سلّم بنسب أو سبب موجب للتشريف و مقتضٍ للاحترام و التبجيل و لكن ذلك مع تقوى
الله و إطاعة أوامره و اتباع سننه. و أما مع ارتكاب المعاصي و إسخاط الله و رسوله
فقد يكون ذلك موجباً لشدة العذاب و تغليظ العقاب، و هذا أمر واضح يحكم به العقل و
ينطق به الكتاب و السنة.
و أما قوله: (و هما بنص
القرآن أهل البيت). فهو كلام من لا يفرق بين النص و الظاهر، فإن النص ما لا يحتمل
الخلاف و الظهور في محل الشك و التوقف، و قد احتملوا في أن المراد من البيت أهل
مكة أو أهل المسجد الحرام، و لكن المشهور أن المراد من أهل البيت هم أهل بيت رسول
الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قد اتفقت الشيعة على أن المراد بهم أهل آية
المباهلة، و ذكر النيسابوري في تفسيره: (أنّ أهل البيت نصب على النداء أو على
المدح و قال: و قد مر في آية المباهلة أنهم أهل العباء النبي صلّى الله عليه و آله
و سلّم لأنه أصل و فاطمة لأنها فرع و الحسن و الحسين بالاتفاق. و الصحيح أنّ عليا
منهم)[1] إلى أن قال:
(و ورود الآية في شأن أزواج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يغلب على الظن
دخولهن فيهن)[2] انتهى.
و لا يخفى أنّ في آي
القرآن ما يكون صدرها في شأن و آخرها في أمر آخر، و من عادة الفصحاء أن يذهبوا من
خطاب إلى غيره و في كلام العرب شيء من ذلك كثير فلا يقين بدخول مطلق الأزواج في
ذلك لا سيما الأزواج اللاتي لم يعقبن منه، و ما الزوجة في البيت إلا كالجارية التي
يفترشها و الخادم و الخادمة. أ ترى أن مجرد زوجت و قبلت تجعل المرأة من أهل بيت
الرجل و من آله؟ و هي تنفصل عنه تمام الانفصال بقوله:
[1] تفسير النيسابوري/ الحسن بن محمد النيسابوري:
206/ 3