العمل؟ قال: ما لا تحب أن يحمدك الناس عليه، قالوا: فما
النصح؟ قال: ان تبدأ بحق الله قبل حق الناس، وإن عرض لك أمران أحدهما لله تعالى
والآخر للدنيا بدأت بحق الله تعالى)[1]. فالرغبة في
محابه والبعد عن مساخطه والجهاد من كفر بالله تعالى والدعاء إلى ذلك والحث عليه
والاعتراف بنعمه وشكره عليها والإخلاص في جميع الأمور. وحقيقة النصيحة لله تعالى
عز وجل راجعة إلى العبد في نصحه نفسه فالله تعالى غني عن نصيحة الناصح.
النوع الثاني: النصيحة
لكتابه الكريم
إما النصيحة لكتاب الله
العزيز فالإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله، لا يشبه شيء من كلام الخلق ولا
يقدر على مثله أحد من الخلق، وتعظيمه وتنزيهه وتلاوته حق تلاوته والخشوع عندها،
والوقوف على أوامره ونواهيه، وتفهم علومه وأمثاله، وتدبر آياته والذب عن الشبهات
عنه وطعن الملحدين به والتصديق بما فيه، والاعتبار بمواعظه والتفكر في عجائبه
والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه.
النوع الثالث: النصيحة
لرسول الله (ص):
[1] جامع العلوم والحكم 1/ 79، شرح النووي 2/ 37،
الديباج 1/ 76.