ان النصيحة لله تعالى
تقتضي إخلاص الاعتقاد في توحيده، ونفي الشريك عنه وترك الإلحاد في صفاته ووصفه
بصفات الكمال والجلال وتنزيهه عما يضادها، والقيام بأداء واجباته على أكمل وجوهها،
وهو مقام الإحسان. فلا يكمل النصح لله من دون ذلك، ولا يتأتى ذلك من دون كمال
المحبة الواجبة والمستحبة، ويستلزم ذلك الاجتهاد في التقرب إليه بنوافل الطاعات
على هذا الوجه، وترك المحرمات والمكروهات على هذا الوجه أيضاً. فقد ورد عن الإمام
الحسن (ع): (أرايتم لو كان لأحدكم عبدان فكان أحدهما يطيعه إذا أمره ويؤدي إليه
إذا أتمنه وينصح له إذا غاب عنه وكان الآخر يعصيه إذا أمره ويخونه إذا ائتمنه،
ويغشه إذا غاب عنه كانا سواء؟ قالوا: لا، قال: فكذا أنتم عند الله عز وجل)[1].
وقد سأل الحواريون النبي
عيسى (ع): ما الخالص من
[1] خرجه ابن أبي الدنيا، وخرج أحمد معناه من حديث
أبي الأحوص عن أبيه.