ان هذه الآية الكريمة بينت نهي الله تعالى المؤمنين الركون إلى
أعدائهم من أهل الكتاب والمشركين والإستماع من قولهم وقبول شيء مما يأتونهم به
على وجه النصيحة لهم منهم بإطلاعه جل ثناؤه إياهم على ما يستنبطه لهم من أهل
الكتاب والمشركين من الضغن والحسد وإن أظهروا بألسنتهم خلاف ما هم مستبطنون[2].
أما نصيحة المسلمين لأهل الكتاب فقد إختلف الفقهاء فيها فالذي جوز
ذلك إستدل بنصح الرسول (ص) ليهود خيبر في خرص النخل مع شدة بغضه إياهم، فدل على
أنه لا ينبغي للمسلم أن يترك النصيحة لأحد من ولي أو عدو إذا كان لا يخاف على نفسه
لأن نصيحته بحق الدين[3].
والذي لم يوجب نصح المستشير الكافر أو الكتابي لحديث (الدين النصيحة
قلنا: لمن يا رسول الله، قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) لأن النصيحة
خاصة بالمسلم وإلحاق غيره إنما يصح إذا كان مثله، وليس الكافر والكتابي كالمسلم
ولا حرمته