اللاطمة ويدفن بعضها في طريق اللاطمين لكي تمر عليها اقدامهم وبعد يخرجها ويحفظها في بيته يدخرها لوقت الحاجة ويسمونها (الدقتور البيتي) فان مس أحد الأمة الوثنية بحمى أو أذى آخر يدهن بها جسده فيبرأ ببركة الحسين (ع) وهذا دابهم بمرور الأعوام وشعارهم بتلك الليلة (الوداع يا حسين) وكذلك في صبيحتها (يا شهيد يا حسين يا غريب يا حسين).

واليك ما نص به بعين المشاهدة صاحب الرحلة[1] فقد ذكر في جملة كلام له ببيان فلسفة الشبيه وسريانه مترجماً الى العربية عن الترجمة الهندية والفرنسوية بقلم الأديب الشرقي ما ملخصه.

مملكة كواليا[2]

قال ان ملك كواليا من امة الهنود (الوثنين) يقيم التذكار الحسيني من مبدأ العشرة الأولى من المحرم الى انتهائها وقد خصص لنفقاته اموالًا خطيرة.

وقبل ان يهل شهر المحرم يصنع سرداقاً من الخشب النفيس كالسيسم والآبنوس ويسميه (حسينية) ويزينه بانواع وسائل الزينة وفي كل يوم وليلة يطعم الطعام وينادي مناديه في عاصمته هلموا الى ضيافة الشهيد بكربلا الحسين بن علي (ع) محبوب الأله الأكبر، فتأتي الناس بأسرها لتناول الطعام على اختلاف مذاهبهم والملك وعائلته يأكلون معهم، حضرت هذا المشهد وكنت واقفاً الى مقربة منهم فالتفت الي (الراجة) الملك وقال لم لا تأكل معنا من‌

[1] الشرقية للدكتور هارس الفرنسوي ص( 357) الى( 358) المطبوعة بمطبعة برلين سنة( 1918) م

[2] كواليا تبعد عن بمبئ( 763) ميل وعن دهلي( 195) ميل، تعريف مملكة كواليا هي مملكة واقعة وسط الهند مستقلة في داخليتها وهي مركبة من عدة مقاطعات منفصلة( مساحة مجموعها)( 1041) ميل مربع وعمدة محصولها الترياك( الأفيون) وعدد نفوسها يتجاوز الثلاثة( ملايين) وجيشها ثمانية عشر الفاً ووارداتها المالية عشرون 0 مليون روبية) ولأميرها عدا المجوهرات والمذخرات مبلغ مائتين وعشرين مليون روبية مودعة في البنوك وله جملة شركات التي يربح منها فوائد طائلة وفي الاحتفالات الرسمية تطلق له المدافع تسعة عشر طلقة في جميع ممالك الأنكليز، انتهى مترجماً من( بزم ايران) المطبوع بمطبعة لكهنو سنة( 1345) ه- لمؤلفه السيد( محمد رضا) حفيد اية الله السيد محمد كاظم اليزدي اعلى الله مقامه في ص 199.

وقد اشار ايضاً الى ما يقيمه الملك المشار اليه من مراسم العزاء ولك لأختصاره وتاخر تاريخه أستندنا في النقل الى ما فصله صاحب الرحلة الشريقة المار الذكر.