responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنوار الحسينية و الشعائر الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ عبد الرضا    الجزء : 1  صفحة : 88

ضرورة المذهب على مزيد فضل بذله في مصابه وزيارته.

ولو سنحت لي الفرص واتسع معي الوقت لعلمت كيف أجمع لك الظروف والأدلة، ولكن يا للأسف ان الظروف لا تساعد وأني على سفر.

وبالجملة ان أولئك المدمين لرؤوسهم والضاربين على ظهورهم والمدمين باللطم صدورهم لايعترفون بدخول الضرر عليهم من قبل ذلك الأدماء وغيره، فلا وجه للأنكار عليهم بعمل لايكون ضرراً بالقياس اليهم، ولو قدر أن فيهم من يتضرر بادماء راسه وظهره وصدره اختصت الحرمة به دون غيره.

وليكن اخر قولي لك قوله تعالى [قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ‌][1].

الشبيه والتمثيل‌

[إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ‌][2] [تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ‌][3] [وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ‌] كيف لا وقد القى الله تعالى شبيه نبيه وروحه عيسى المسيح (ع)[4] على ابغض خلقه اليه (هوذا)[5] الذي نم على‌


[1] سور الأنبياء اية 24 جزء 17

[2] سورة الواقعة اية 95 جزء 27

[3] سورة الحاقة اية 42 و 47 جزء 29

[4] المسيح لقبه( ع) هو من الألقاب المشرفة المختصة من المولى جل شأنه، وفي الصافي صفحة( 88) في بيان قوله تعالى اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ‌] قيل اصله بالعبرانية مشيحاً، ومعناه مبارك.

والظاهر من عبارة الصافي ومعناه المبارك، مشيراً الى قوله( واجعلني مباركاً اينما كنت).

وقد جال نظري يوماً ما اروح النفس بالسلو في ليالي السهر في بعض كتب التفاسير واخبار فبينما النظر يتجول بين خلال سطورها واذا هي تنص في بيان معنى المسيح ما نصها( قيل) انما لقبه المولى جله شانه بالمسيح لانه كان لايسمح ذا عاهة إلا برأ أو لانه كان يمسح الأرض بالسياحة لايستوطن مكاناً لكي يبث دعوة النبوة وانتشار دين الله في الأرض.

وفي الصافي صفحة( 88) ما نصه عن القمي عن الامام الباقر( ع) ان عيسى( ع) كان يقول لبني اسرائيل( اني رسول الله اليكم واني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيراً باذن الله وابرئ الأكمه والأبرص واحي الموتى باذن الله ... الى اخر الاية، كما نص بها المولى جل شأنه في كتابه الحميد في سورة( آل عمران) والأكمه الأعمى قال أبي بني اسرائيل ما نرى الذي تصنع إلا سحراً فارنا اية نعلم امك صادق قال أرأيتكم ان اخبرتكم بما تاكلون وما تدخرون في بيوتكم قبل ان تخرجوا وما ادخرتم بالليل تعلموا اني صادق قالوا نعم. وكان يقول لكل فرد منهم انت اكلت كذا وكذا ورفعت كذا وكذا فمنهم من يقبل منه فيؤمن ومنهم من يكفر وكان لهم في ذلك اية ان كانوا مؤمنين( وفي) الصافي ايضاً صحيفة( 89) ما نصه في الأكمال عن النبي( ص) في حديث بعث الله عيسى( ع) واستودعه النور والعلم والحكم وجميع علوم الأنبياء قبله وزاده الأنجيل وبعثه اليبيت المقدس الى بني اسرائيل يدعوهم الى كتابه وحكمته الى الايمان بالله ورسوله فابى اكثرهم إلا طغياناً وكفراً فلما لم يؤمنوا دعا ربه وعزم عليه فمسخ منهم شياطين ليريهم اية فيعتبروا فلم يزدهم إلا طغياناً وكفرا فاتى بيت المقدس فكان يدعوهم ويرغبهم فيما عند الله ثلاثاً وثلاثين سنة حتى طلبته اليهود وادعت انها عذبته ودفنته في الأرض حياً، وادعى بعضهم انهم قتلوه وصلبوه وما كان الله ليجعل لهم سلطاناً عليه وانما شبه لهم وما قدروا على عذابه ودفنه ولا على قتله وصلبه لأنهم لو قدروا على ذلك لكان تكذيباً لقوله وحاشا وكلا جله وعلا عن ذلك، ولكن رفعه اليه سبحانه بعد ان توفاه

[5] وهوذا كان عدواً لعيسى( ع) ومكفراً له( وقيل انه من الحواريين)( والأول اصح) وفي بعض القصص والتفاسير ان اسمه( يهوذا) بن سايان اليهودي( لع) الذي نم على عيسى( ع) وحث اليهود على قتله وصلبه. ومما نص به كتاب عهد العتيق والجديد من( التوارة والأنجيل) المطبوع بمطبعةدار السلطنة لندن سنة( 1895) ميلادي ما نص ترجمته في باب( 22) من انجيل لوقا صفحة( 132) وكذا باب( 14) من انجيل( مرقس) ان الذي نم على عيسى( ع) هو( يهوذا بن سايان)( اليهودي لع).

اسم الکتاب : الأنوار الحسينية و الشعائر الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ عبد الرضا    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست