رؤياه ان يسعى في ترويج المذهب الشيعي ونشر اثاره.

ومن هذا يفهم انه من ذلك الحين كان متنعماً بنعمة الحق ومتشبعاً بهذه الفكرة ولعل السبب في ذلك التربية والبيئة التي نشأ فيها حينما كانت الدعوة الشيعية (الصفوية) اخذة في الانتشار سراً بين اهالي ايران.

وعند وصوله الى احد سواحل (الهند) التقى بكافله (عماد الدين محمود) وهذا استصحبه معه الى حميمه القديم (الخواجه جهان محمود كاوان) الملقب بملك التجار وزير سلطنة (دكن) الأعظم معرباً له عن قصته وعندما شاهد الوزير فيه سيماء الجلال وآيات الكمال ماثلة فيه مخائل النجابة قدمه الى السلطان فاستوى طالعه في سعود ومجده في صعود وصار يرتقي في المناصب حتياصبح من القواد اعظام وانيطت به ولاية (بيجابور) وما والاها، وكان في غضون هذه المدة لايزال موالياً للوزير الأعظم سابق الذكر منقطعاً باخلاصه اليه لما أولاه أياه من العناية مننذ قدومه (الهند)، وعندما اوقع السلطان بهذا الوزير، وقتله بتهمة ظلماً وعدواناً بدأ الاختلال والانحلال في (المملكة) فظهرت فكرة الاستقلال بين امرائها العظام.

وهنا عمد (عادل شاه) الى توطيد دعائم ملكه متخذاً (بيجابور) مقر سلطنته، وعندما رسخت قدمه وفي بنذره فاعلن المذهب الشيعي وذلك سنة (908) هجرية وقرن الشهادتين بالولاية الى رؤس المآذن والخطبة باسماء الأئمة (الاثنى عشرية) عليهم السلام بعد ان حذف منها اسماء الصحابة، وكان ذلك قبيل اعلان (الشاه اسماعيل) الدعوة الشيعية في ايران حيث (يقول) عادل شاه مفتخراً اني اعلنت التشيع قبل ان يعلنه الشاه اسماعيل في (ايران) فلم يكن عملي اقتفاءاً له، ومهما يكن (فانه أول ملك اعلن التشيع في الهند).

ومما سجل له التاريخ بالاعجاب انه لم يرق في هذا الانقلاب العظيم الذي احدثه ملأَ محجمة دماً، ولم تنتطح فيه عنزان بل بقيت الطائفتان الشيعية والسنة (كما هو الواجب) على التوادد والأخاء، وهو دليل واضح على كفاية هذا الرجل العظيم ونفوذ كلمته وقد استقامت هذه السلطنة التي اتسع نطاقها حتى شملت (بونة وبمباى) الحالية شمالًا وبلاد مرج والكوكن الى (كوه) جنوباً.