responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمامة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 43

هذا الأمر وعلى إخراج من يأمل الإمارة والخلافة من المدينة لحصل التشويش في المسلمين، وربما أورث الاختلال في الدين، وبهذا اعتذر عند الأمين جبريل لما أمره في مكة المكرمة عن الله بتنصيب علي (ع) إماماً، قال (ص) (إنّ قومي حديث عهد بالإسلام فأخشى أن يقولوا عمَدَ لابن عمه وصهره ونصبه)، وأمسك عن ذلك إلى إن رجع إلى غدير خم فأنزل الله عليه (ص) قرآنا يآءَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإن لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‌ إلى أخر الآية ولمثل هذا المحذور صبر الأمير (ع) على البلوى وأمسك عن الخلافة، ولم يشهر سيفه كل ذلك حفظاً لبيضة الإسلام فجمع النبي (ص) بين إظهار الحق والخروج من الطاعة، فإنه مأمور بمداراة الأعداء والحكمة الإلهية البالغة تعلقت بعدم إنقطاع أسباب المعصية بالمرة وإليه يرشد قوله تعالى‌ أحَسِبَ اْلنَّاسُ أن يُتْرَكُوآ أن يَقُولُوآ امَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ‌ وليمتاز العاصي من المطيع ولا ينقطع الامتحان، وتظهر فائدة أوضاع الوعد والوعيد والجنة والنار، ولو لا ذلك لم يبق امتحان، ولم يفرّق بين العاصي والمطيع ولو أراد الله تعالى هداية خلقه لهداهم جميعا ولكنه تعالى شأنه أهمل لخفي من المصالح التي أحاط بها علمه حتى نطق بذلك الكتاب قال جلّ وعلا و لَا يَحْسَبَنَّ الَّذينَ كَفَرُوآ انَّمَا نُمْلي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ‌ وقال تعالى: وَلا تُعْجِبْكَ أمْوَالُهُمْ وأوْلادُهُم إنَّمَا يُريدُ اللهُ أنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا الآية. ثم ذلك منقوض بالمنافقين الذين يعلم الرسول (ص) بهم فرداً فردا فإنه أهمل عقابهم وتركهم في خوضهم يلعبون مع قدرته عليهم، وأنزل الله فيهم سورة خاصة، فَلِمَ لم يأمر بإخراجهم عن مدينته أو يقتلهم أو غير

اسم الکتاب : الأمامة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست