responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 53

و المستحبة والمكروهة فوق حدّ الإحصاء. ولو تمسكنا بهذا العام وقلنا: بحجيته إلا فيما قام الدليل على خروجه منه فلا شك أن بينه وبين المطلقات الآمرة بالزيارة مطلقاً العموم المطلق و أخبار الزيارة أخص مطلقاً، ولو قيل بالتعارض فأخبار الزيارة أرجح لكثرتها وتعليلها بأنها تذكر الآخرة وتزهد في الدنيا، ولو سلمنا التكافؤ كان المرجح أصالة الحل التي دل عليها الكتاب والسنة و الإجماع. و أما حديث: (لا تتخذوا قبري عيداً وصلّوا عليّ أينما كنتم فإن صلاتكم تبلغني)[1] فقد رواه على ما قيل أبو داود السجستاني وفي سنده عبد الله بن نافع الصائغ الذي قال فيه أحمد بن حنبل: انه لم يكن صاحب حديث ولم يكن في الحديث بذاك، وقال أبو حاتم الرازي: انه ليس بالحافظ[2]. وعلى أي حال فلا دلالة فيه على حرمة السفر بخصوصه بل النهي فيه عن الحضور عند القبر الشريف وإن لم يحتج إلى شد الرحل، والظاهر أن معناه لا تتخذوا قبري موسماً ومجتمعاً تجتمع فيه الرجال و النساء و الأطفال مختلطين بعضهم ببعض تعلو منهم فيه الأصوات و اللغط و الصياح وتقل الآداب ويحصل المكاء والتصدية كما يفعل ذلك في الأعياد.

ويمكن أن يكون المراد الحث على الصلاة عليه عند حضور قبره وفي الغياب عنه فيكون المعنى لا تجعلوا قبري عيداً للصلاة عليَّ بل صلّوا عليَّ عند حضور قبري وعند الغيبة فإن صلاتكم سواء كنتم حاضرين أو غائبين تبلغني. وهذا المعنى قريب مما نقله السبكي عن الشيخ زكي الدين المنذري من (احتمال أن يكون المراد بها الحث على كثرة زيارة قبره (ص) وأن لا يهمل حتى لا يزار إلا في بعض الأوقات كالعيد)[3]، والذي لا يأتي في العام إلا مرتين وقال: (ويؤيد هذا التأويل ما جاء في الحديث نفسه‌


[1] قال أبو داود في سننه:( لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصّلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حَيْثُ كنتم). سنن أبي داود/ أبو داود سليمان بن الأشعث: 1/ 471/ كتاب المناسك( الحج)

[2] ينظر: اقتضاء الصراط المستقيم/ ابن تيمية: 320

[3] خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى/ الشيخ السمهودي: 53.

اسم الکتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست