الحمد لله الذي خلق من
الماء بشراً، وجعله نسباً وصِهراً والصلاة والسلام على أشرف أنبيائهِ قدراً،
وأرفعهم ذِكْراً، وعلى أهل بيته الذين لم يجعل غير محبتهم على تبليغ رسالته أجراً.
وبعد:
فيقول الراجي عفو ربه
الشيخ أسعد نجل آية الله العظمى الشيخ علي كاشف الغطاء: لم تزل تختلج في ذهني فكرة
القيام بتصنيف رسالة مختصرة في الزواج الإسلامي بنوعيه: الدائم والمنقطع وسننه
الواردة فيهما، وما يتعلق بموجز من أحكامهما، وكنت قد عزمت على تحقيق هذه الفكرة
وإخراجها من حيز القوة إلى الفعل، لكن بعض العوارض الآنية حالت دون التعجيل بتنفيذ
الفكرة إلى أن سَنَحَت الفرصة فجمعت هذا المختصر بُغْيَةَ إفادة شبابنا المسلم
الذي بات لا يعرف كثيراً من أحكام الدين، ولا سيما مسائل الزواج مع حاجتِهِ الماسة
إلى معرفتها بحكم كونه مسلماً يتبع ما جاء في الشريعة المقدسة من أحكام وسنن، ولم
أشأ أن نتَوَسَّعَ في بيان المسائل المتعلقة بالموضوع المذكور؛ لكونها مذكورة على
جهة التفصيل في الكتب الفقهية، وإنما سلكنا هذا المسلك للاختصار، وليسهل تناولها
وتداولها. وبالله التوفيق وعليه المُعَوَّلُ في الهداية إلى سواء الطريق.