خطبة الرضا (ع) في النكاح
( (الحَمْدُ للهِ الذي حَمِدَ في الكِتابِ نَفَسَهُ، وَافْتَتَحَ بِالحَمْدِ كِتابَهُ، وَجَعَلَهُ أَوَّلَ جَزَاءِ مَحَلِّ نِعْمَتِهِ، وَآخِرَ دعوى أَهْلِ جَنَّتِهِ، وصلى اللهُ على مُحَمَّدٍ خَيْرِ بَرِيَّتِهِ، وعلى آلهِ أَئِمَّةِ الرَّحْمَةِ، وَمَعَادِنِ الحِكْمَةِ وَالحْمْدُ للهِ الّذي كانَ في نَبَئِهِ الصّادِقِ، وَكِتَابِهِ الناطِقِ أنَّ مِنْ أَحَقِّ الأسبابِ بِالصِّلَةِ وَأَوْلى الأمُوْرِ بالتَقْدِمَةِ: سبباً أَوْجَبَ نَسَبَاً، وأَمْرَاً أعْقَبَ غِنَىً، فقالَ جلَّ ثناؤُهُ:
[وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا] وقال تعالى: [وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ]،
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ في المُنَاكَحَةِ والمُصاهَرَةِ آيةٌ مُحْكَمَةٌ ولا سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ لكانَ فيما جَعَلَ اللهُ فيها مِنْ بِرِّ القَرِيبِ وتأليفِ البعيدِ ما رَغِبَ فيهِ العاقِلُ اللبِيْبُ وَسَارَعَ إليْهِ المُوَفَّقُ المُصِيْبُ فأَوْلى الناسِ باللهِ مَنْ اتّبَعَ أمْرَهُ وأَنْفَذَ حُكْمَهُ وأَمْضى قَضَاءهُ وَرَضِيَ جَزَاءَهُ. وَنَحْنُ نَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُنَجِزَ لَنَا ولَكُمْ أَوْفَقَ الأُمُورِ.
ثُمَّ إِنَّ فُلان بن فلان مَنْ قَدْ عَرَفْتَمْ مُرُوءَتَهُ وَعَقْلَهُ وَصَلاحَهُ وَنِيَّتَهُ وَفَضْلَهُ وَقَدْ أَحَبَّ شِرْكَتَكُمْ وَخَطَبَ كَرِيْمَتَكُمْ فُلانَة وَبَذَلَ لَها مِنَ الصَدَاقِ كَذا فَشَفِّعوا شافِعَكُمْ وَأَنْكِحُوا خاطِبَكُمْ في يُسْرٍ غَيْرَ عُسْرٍ. أقولُ قَوْلي ه- 2- ذا وأَستغفر الله لي ولكم)).
خطبة أحد المؤمنين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الغر الميامين.