responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 60

السادس: قيل الذكر على سبعة أنواع، ذكر العينين بالبكاء، و ذكر الأذنين بالإصغاء، و ذكر اللسان بالحمد و الثناء، و ذكر اليدين بالبذل و العطاء، و ذكر البدن بالجهد و الوفاء، و ذكر القلب بالخوف و الرجاء، و ذكر الروح بالتسليم و الرضاء.

السابع: قال على بن أبى طالب رضى اللّه عنه: الذكر بين الذكرين، و الإسلام بين السيفين، و الذنب بين فرضين. تفسيره أنه لا يقدر العبد على ذكر اللّه تعالى ما لم يذكره اللّه تعالى بالتوفيق عليه. ثم العبد إذا ذكر الرب تعالى فالرب تعالى يذكره مرة أخرى بالمغفرة، و قوله الإسلام بين السيفين أى يقاتل الكافر حتى يسلم فإذا أسلم و أراد أن يرجع عن الإسلام خوف بالقتل، و قوله و الذنب بين فرضين أى فرض عليك أن لا تذنب فإذا أذنبت فرض عليك أن تتوب، كما قال تعالى‌ «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً» «1».

الثامن: قال على بن أبى طالب كرم اللّه وجهه كفى بى عزا أن أكون لك عبدا و كفى بى فخرا أن تكون لى ربا، إلهى وجدتك إلها كما أردت فاجعلنى عبدا كما أردت، و من مناجاة يحيى بن معاذ الرازى: هذا سرورى بك فى دار الغربة فكيف سرورى بك فى دار القربة، هذا سرورى بك فى دار الخدمة فكيف سرورى بك فى دار النعمة، إلهى لا يطيب الليل إلا بمناجاتك و طاعتك، و لا النهار إلا بالمواظبة على خدمتك و عبوديتك، و لا الدنيا إلا بذكرك، و لا الآخرة إلا ببرك. إلهى كيف أحزن و قد عرفتك، و كيف لا أحزن و قد عصيتك، إلهى كيف أدعوك و أنا الخاطئ اللئيم، و كيف لا أدعوك و أنت الرحيم الكريم‌

التاسع: قيل حق على الإنسان أن لا يفتخر إلا بربه فإن بعض الناس يفتخرون بعبيد أمثالهم، فيقول أنا عبد فلان و صاحب فلان و صاحب دوابه و متعهد لعياله، ثم يوم القيامة يفر بعضهم من بعض كما قال تعالى‌ «إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ‌

______________________________
(1) جزء من الآية 8 من سورة التحريم.

اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست