responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 333

بها على كون ذلك الكاتب عالما، و لا تشك البتة فى ذلك، ثم كما تشهد هذه الكلمة المكتوبة شهادة قاطعة على كون الكاتب حيا عالما قادرا، فكذلك ما من موجود فى السماوات و الأرض كبير و لا صغير، من ملك، و كوكب، و شمس و قمر، و حيوان، و نبات، إلا و هو شاهد بكونه محتاجا إلى مدبر يدبره، و مقدر بقدره و مخصص يخصصه بصفاته المعينة، و أحيازه المعينة، فلما كانت كتابة الكلمة الواحدة دالة على ذات الكاتب و صفاته؛ فهذه الدلائل التى لا نهاية لها أولى بالدلالة.

أما الباطن فهو فى حقه تعالى يحتمل وجوها.

الأول: أن كمال كونه ظاهرا صار سببا لكونه باطنا؛ لأن الشمس لو وقفت فوق الفلك لما كنا نعرف أن هذا الضوء حصل بسببها، بل ربما كنا نظن أن الأشياء مضيئة لذواتها، لكنها لما غربت فزالت الأنوار عند غروبها عرفنا أن الأنوار فاضت عن الشمس، فهاهنا لو أمكن انقطاع تأثير وجود اللّه تعالى عن هذه الممكنات لظهر حينئذ أن وجود هذه الممكنات من وجود اللّه تعالى. لكن انقطاع ذلك الجود محال. فصار كماله و دوامه سببا لوقوع الشبهة. و هو المراد من قول بعض المحققين: سبحان من اختفى عن العقول بشدة ظهوره. و احتجب عنها بكمال نوره.

الثانى: أنه تعالى باطن من حيث إن كنه حقيقته غير معلوم للخلق.

الثالث: باطن بمعنى أن الأبصار لا تحيط به كما قال: «لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ» «1»

الرابع: أنه ظاهر بمعنى أنه يعلم ما ظهر؛ و باطن بمعنى أنه يعلم ما بطن.

الخامس: أنه باطن بمعنى أنه حجب الكافر عن معرفته و رؤيته. و حجب المؤمنين فى الدنيا عن رؤيته. و ذلك يعود إلى صفات الفعل.

______________________________
(1) جزء من الآية 103 من سورة الأنعام.

اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 333
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست