responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 319

القول فى تفسير اسميه (القادر- المقتدر)

قال تعالى‌ «قُلْ هُوَ الْقادِرُ» «1» و هو مشتق من القدرة، يقال. قدر يقدر قدرة، فهو قادر، و قد يجي‌ء بمعنى المقدر، يقال قدرت الشي‌ء و قدرته بمعنى واحد، قال تعالى. «فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ» «2» أى قدرنا فنعم المقدرون، و عليه تأويل قوله‌ «فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ» «3» أى لن نقدر عليه الخطيئة و العقوبة إذ لا يجوز على نبى اللّه أن يظن عدم قدرة اللّه فى حال من الأحوال.

و اعلم أن من الألفاظ المجانسة للقادر لفظين. أحدهما: القدير، و لم يرد هذا فى الأسماء التسعة و التسعين. و لكنه ورد فى القرآن، قال. «وَ هُوَ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ» «4» و هو مبالغة من القادر، كالعليم من العالم.

و الثانى المقتدر «وَ كانَ اللَّهُ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ مُقْتَدِراً» «5»، «فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ» «6» و وزنه مفتعل؛ و هو دال على المبالغة بدليل قوله‌ «لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ» «7» خص الكسب بالخير، و الاكتساب بالشر، و الشر يكون ممنوعا عنه بالزواجر العقلية و الشرعية، فلا يدخل فى الوجود إلا عند شدة القدرة، فظهر أن المقتدر أبلغ من القادر.

______________________________
(1) جزء من الآية 65 من سورة الأنعام.

(2) جزء من الآية 23 من سورة المرسلات.

(3) جزء من الآية 87 من سورة الأنبياء.

(4) جزء من الآية 120 من سورة المائدة.

(5) جزء من الآية 45 من سورة الكهف.

(6) جزء من الآية 55 من سورة القمر.

(7) جزء من الآية 276 من سورة البقرة.

اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست