responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 437

الذي يؤخذ فيه الخصم بما يلتزم به أو يزعمه‌[1]، فيكون ذلك أبلغ في إلجامه وإلزامه، وقطع الحجّة عليه وإعذاره، وبما أنّ نظرية الشورى السابقة للحكم كانت هي النظرية التي كان يروّج لها معارضو عليّ (ع)- ولا سيّما معاوية بن أبي سفيان- ويتبنّونها؛ فقد ألزم عليّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ معاوية بها؛ ليكون أقطع لعذره، وأشدّ في الحجّة عليه.

هذا ومن أجل ان يتّضح ما ذكرناه؛ نفصّل الحديث حول هذا النصّ ضمن عدّة ملاحظات:

الملاحظة الأولى:

إنّ ممّا لا شكّ فيه- وتؤكّده النصوص المتواترة القطعيّة المأثورة عن عليّ (ع)- أنّه كان يرى نفسه الإمام والأمير والخليفة الشرعي‌


[1] وفي القرآن الكريم نماذج من هذا النوع من الاستدلال الجدلي حكاه الله سبحانه وتعالى عن لسان أنبيائه العظام، فقد حكى عن لسان إبراهيم على نبيّنا وآله وعليه السلام مرة انه قال لقومه حين قالوا له: أَ أَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ\* قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ‌[ الأنبياء: 62- 63]، وحكى سبحانه تعالى أيضاً عن لسان إبراهيم في جدال كلامي مع قومه: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى‌ كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ\* فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ\* فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِي‌ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ‌[ الأنعام: 76- 78]، وحكى الله سبحانه تعالى أيضاً عن يوسف على نبيّنا وآله وعليه السلام: فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ- أي إخوته- بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ- إلى أن يقول تعالى:- قالُوا فَما جَزاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ\* قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ- إلى أن يقول تعالى:- قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبا شَيْخاً كَبِيرا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ\* قَالَ مَعَاذَ اللّه أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذا لَظَالِمُونَ‌[ يوسف: 70 و 75. 74، و 79. 78].

اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 437
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست