responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 436

كارهون، فادخل في ما دخل فيه المسلمون، فإنّ أحبّ أُمورك إليّ العافية، فإن تتعرّض للبلاء قاتلتك، واستعنت بالله عليك، وقد أكثرت الكلام في قتلة عثمان، فادخل في الطّاعة، ثمّ حاكم القوم إليّ؛ أحملك وإيّاهم على كتاب الله، فأمّا تلك التي تريدها فهي خدعة الصبيّ عن اللبن‌[1]، ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان، واعلم يا معاوية أنّك من الطلقاء الذين لا تحلّ لهم الخلافة، ولا تعقد معهم الإمامة، ولا تعرض فيهم الشورى.[2]

نجد في هذا النصّ قول أمير المؤمنين (ع): «وإنّما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإذا اجتمعوا على رجل منهم فسمّوه إماماً كان ذلك لله رضى». والذي يبدو للنظر للوهلة الأُولى من هذا النصّ أنّه سَلَامُ اللّهِ عَلَيه يقرّ للشورى- شورى المهاجرين والأنصار- أن تكون مصدراً لشرعية من تختاره الشورى للحكم، وبهذا يكون هذا النصّ قد أقرّ شرعية الشورى السابقة على الحكم أي: الشورى التي منها يستمدّ الحاكم شرعيته ونفوذ حكمه.

غير أنّ التأمل في هذا النصّ- وفي غيره من النصوص والقرائن التي تكتنفه-: يهدي إلى أنّ هذا الكلام قد جرى مجرى الاستدلال الجدلي‌


[1] إشارة إلى ما ذكروا من ان معاوية قال لجرير: اني قد رأيت رأياً، قال جرير: هات، قال: اكتب إلى عليّ أن يجعل لي الشام ومصر جباية، فان حضرته الوفاة لم يجعل لاحد من بعده في عنقي بيعة، واسلّم إليه هذا الأمر واكتب إليه بالخلافة. قال جرير: اكتب ما شئت ... إلى آخره.( الإمامة والسياسة: 115).

[2] الإمامة والسياسة: 113- 114.

اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 436
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست