responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 41

المشكلة الخامسة:

وهناك مشكلة حقيقية أُخرى في «آليّة التمثيل» الجماعي، ومدى إمكانه العملي في ضوء الواقع الذي يحكم طبيعة المجتمعات البشرية، من التفاوت الدائم بين أفرادها في المواهب والقدرات الذاتية والمكتسبة. فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الضوء هو أنّه: ما الذي يضمن سلامة تمثيل الإرادة الجماعية تنفيذياً؟ وما هو العنصر الذي يضمن للإرادة الحاكمة أن يكون تمثيلها للإرادات الفردية تمثيلًا حقيقياً؟ مع العلم أنّ طبيعة المجتمعات البشرية تنطوي على مواهب وقدرات وقابليّات متفاوتة- ذاتية أو مكتسبة-، ممّا يجعل الأكثرية دائماً منقادة لأقلّية متميّزة، تنفرد بالقرار، وتفرض على الأكثرية- بمختلف الوسائل والطرق- رأيها وإرادتها، وبذلك يبطل التمثيل الجماعي، وتصبح الأكثرية أكثرية صورية زائفة، وتكون السلطة الحاكمة المنتخبة من قبل هذه الأكثرية تمثّل في واقعها الإرادة الفردية التي تقف خلفها.

المشكلة السادسة:

أنّ طبيعة المجتمع البشري طبيعة متغيّرة غير ثابتة على حال، ممّا يؤثّر- في كثير من الأحيان- على خارطة الانتماءات والأهواء السياسية والاجتماعية، والتحيّزات الفئوية والحزبية. فقد تنقلب- بسبب هذه التغيّرات الطبيعية- الأكثرية إلى أقلّية في فترات زمنيّة قصيرة! وبذلك يفقد التمثيل الأكثري رصيده الاجتماعي، فإنّ هناك ما لا يقلّ عن نوعين من التطوّر والتغيّر لا ينفكّ عنهما المجتمع:

أحدهما: التغيّر السكّاني، فإنّ هناك طبقة من الشيوخ والكبار تلتهمهم‌

اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست