اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن الجزء : 1 صفحة : 406
عباس، فإنّ
لهما قرابة، وأرجو لكم البركة في حضورهما، وليس لهما من أمركم شيء، ويحضر ابني
عبد الله مستشاراً، وليس له من الأمر شيء. قالوا: يا أمير المؤمنين، إنّ فيه
للخلافة موضعاً فاستخلفه، فإنّا راضون به، فقال: حسب آل الخطّاب تحمّل رجل منهم
الخلافة، ليس له من الأمر شيء. ثمّ قال: يا عبد الله، إيّاك إيّاك، لا تتلبّس
بها. ثمّ قال: إن استقام أمر خمسة منكم وخالف واحد؛ فاضربوا عنقه، وإن استقام
أربعة واختلف اثنان؛ فاضربوا أعناقهما، وإن استقرّ ثلاثة واختلف ثلاثة؛ فاحتكموا
إلى ابني عبد الله، فلأيّ الثلاثة قضى؛ فالخليفة منهم وفيهم [وفي رواية عند الطبري
وابن الاثير: فإن لم يرغبوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن
بن عوف]، فإن أبى الثلاثة الآخرون ذلك فاضربوا أعناقهم.[1]
هذه
قصة الشورى الثانية التي انتهت إلى ما يحكيه ابن قتيبة:
فخرج
عبد الرحمن إلى المسجد، فجمع الناس، فحمد الله وأثنى عليه. ثمّ قال: إنّي نظرت في
أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعل يا عليّ سبيلًا إلى نفسك، فإنّه السيف
لا غير، ثمّ أخذ بيد عثمان، فبايعه، وبايع الناس جميعاً.[2]
ويروى
الطبري هذه النهاية بصورة أكثر تفصيلًا فيقول:
فلمّا
صلّوا الصبح جَمَع [أي: عبد الرحمن بن عوف] الرهط، وبعث إلى من حضره من المهاجرين
وأهل السابقة والفضل من الأنصار، وإلى