responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 31

للحسن والعدل والصواب، وهو العقل الإلهي.

وعلى هذا الأساس فالوحي الإلهي- المعبّر عن العقل الإلهي والإرادة الإلهية- يكون هو المصدر الأوّل والأخير لشرعية الإرادة البشرية والقرار الإنساني، وهو المقياس الذي به تقاس حقّانية الإرادة الإنسانية وصوابها؛ فرديةً أو اجتماعيةً.

الجهة الثانية: مصدر «شرعية السلطة» من ناحية عنصر «الإلزام»

الإنسان الفرد هو صاحب السلطة على تصرّفاته وأفعاله الإرادية، وإنّما يعتبر صاحب السلطة على تصرّفاته الإرادية الفردية لأنّه يملك الإرادة الموجِبة التي لا تتخلّف عن مرادها إلّا إذا منعها مانع عن ذلك، وهذه هي طبيعة الإرادة التي ينبثق منها الفعل الإرادي، فإنّها تحتّم صدور الفعل الذي تعلّقت به، وما لم تكن الإرادة التي تعتلج في نفس الإنسان الفرد إرادة موجِبة للفعل الذي تعلّقت به يمتنع على ذلك الفعل أن يجد سبيله إلى الوجود.

بل وإنّ الإرادة لا تكون إرادة إلّا إذا تحتّم صدور الفعل عنها، وكل إرادة لا تسبغ على متعلّقها صفة «اللزوم» و «الحتم» ولا تكون ملزمة لمتعلّقها وموجِبة له إيجاباً حتميّاً لا تكون إرادة حقيقية، فإنّ الإنسان المردّد في القيام بفعل ما- وإن ترجّح عنده الفعل رجحاناً غير محتوم-؛ لا يملك الإرادة التي يفعل بها الفعل، ولا توجد الإرادة في ذاته إلّا إذا قرّر إيجاد الفعل قراراً حتميّاً من غير ترديد.

فالإرادة الفردية إذاً متقوّمة في ذاتها بعنصر «الإلزام»، وهذه الإرادة الفردية هي العنصر الأساس في شخصيّة الإنسان الفرد، وسلطته على ذاته‌

اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست