responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 30

نفي التفاضل القيمي بين اتجاهات السلوك الإرادي، والقول بأنّ السلوك الإرادي مطلقاً- ومنه السلوك الإنساني، أيّاً كان نوعه- يمكن أن يتّصف بالإيجابية الأخلاقية بنفس القدر الذي يمكن لنقيضه أن يتّصف به!! ومن الواضح ما تؤدي إليه هذه الطريقة من التفكير، من النتائج الخطيرة الهدّامة التي يرفضها في الغالب أصحاب الاتجاه النسبي أو التعدّدي أنفسهم.

ومن أيسر النتائج الهدّامة الخطيرة التي يؤدّي إليها الاتجاه النسبي أو التعدّدي:

1. إلغاء القيم الأخلاقية من الأساس.

2. إقرار الاستبداد الفردي بكلّ أشكاله وألوانه.

أمّا القيم الأخلاقية فإنّها إنّما تتبدّد وتتلاشى في ضوء المذهب التعدّدي النسبي؛ لأنّ القيم المضادّة جميعاً- مهما بلغت من درجات القبح والسقوط- سوف لا تكون أبعد من الأخلاق من القيم الأخلاقية ذاتها؛ مادامت القيم الأخلاقية هذه تفقد المقاييس الذاتية الواقعية، التي منها تستمدّ حسنها وصوابها.

أمّا الاستبداد الفردي فسوف لا يكون رأي المستبدّ الفرد- في ضوء من المذهب التعدّدي النسبي- بأبعد من الصواب من الرأي الآخر (وإن كان ممّا أطبقت عليه آراء الجماهير)؛ مادام كلا الرأيين على نسبة واحدة من مقاييس الصحّة والصواب؛ لانعدام مقاييس قبْليّة للصحّة والصواب من الأساس.

أمّا على ضوء التفكير الإلهي فإنّ العقل الإلهي- بإحاطته الكاملة، وعصمته الذاتية- يصلح أن يكون المعيار القبْلي الواقعي الكامل للقضايا العملية مطلقاً، ومنه تنطلق الإرادة الإلهية فتكون دائماً موافقة للعدل والحسن والصواب؛ لكونها دائمة الوفاق مع المعيار القبْلي الواقعي الذاتي‌

اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست