responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 135

إنّ الله أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعاً، وعرفت أنّي متى ابادئهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمتّ عليه حتّى جاءني جبرئيل فقال: يا محمّد، إنّك إن لا تفعل ما تُؤمر به يعذّبك ربّك، فاصنع لنا صاعاً من طعام، واجعل عليه رِجل شاة، واملأ لنا عسا من لبن، ثمّ اجمع لي بني عبد المطّلب حتّى أُكلّمهم وأُبلّغهم ما امرت به»، ففعلتُ ما أمرني به، ثمّ دعوتهم له وهم يومئذٍ أربعون رجلًا يزيدون رجلًا أو ينقصونه .. [إلى أن يقول:] فلمّا أراد رسول الله أن يكلّمهم بدره أبو لهب إلى الكلام، فقال: لقدما سحركم صاحبكم، فتفرّق القوم ولم يكلّمهم رسول الله (ص)، فقال الغد: «يا عليّ، إنّ هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعتَ من القول، فتفرّق القوم قبل أن اكلمهم فعُدّ لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثمّ اجمعهم إليّ»، قال: ففعلت، ثمّ جمعتهم، ثمّ دعاني بالطعام فقرّبته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتّى ما لهم بشي‌ء حاجة .. [إلى أن يقول:] ثمّ تكلّم رسول الله (ص) فقال: «يا بني عبد المطلب، إنّي والله ما أعلم شابّاً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا قد جئتكم به، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي، ووصيّي، وخليفتي فيكم؟»، قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت- وإنّي لأحدثهم سنّاً، وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً-: أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي، ثمّ قال: «إنّ هذا أخي، ووصيّي، وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا»، قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.[1]


[1] تاريخ الطبري: 2162 ويمكنك مراجعة الغدير 278: 2 لمزيد من التفصيل.

اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست