والمدّعى
في ما نحن فيه: أنّه من القسم الأخير، أي: تبعيّة الجزء للكلّ.
وتبعيّة
الجزء للكلّ وإن كانت مسلّمة بحسب الكبرى؛ ولكنّ انطباق هذه الكبرى على ما نحن فيه
ليس واضحاً، بل فيه تأمّل، بل إشكال!
وفي
المسألة وجوه وأقوال:
الأوّل:
تبعيّة المعدن للأرض مطلقاً.
اختار
ذلك الشيخ الطوسيّ في" المبسوط" إذ قال:" إذا أحيا مواتاً من
الأرض، فظهر فيها معدن؛ ملكها بالإحياء، وملك المعدن الذي فيها بلا خلاف؛ لأنّ
المعدن مخلوق خلقته الأرض فهو جزء من أجزائها"[1]،
وتبعه في ذلك المحقّق الحلّي؛ فقال:" لو أحيا أرضاً وظهر فيها معدن؛ ملكه
تبعاً لها؛ لأنه من أجزائها"[2]. وهذا ما
ذهب إليه جمهور فقهاء العامّة، قال الشيرازيّ في" المهذّب":" وإذا
أحيا الأرض؛ ملك الأرض وما فيها من المعادن، كالبلور والفيروزج والحديد والرّصاص؛
لأنها من أجزاء الأرض، تملك بملكها"[3].
الثاني:
عدم التبعيّة مطلقاً. وهو مختارنا، وسوف نبيّن وجه الدليل عليه.
الثالث:
التفصيل بين المعادن القريبة من سطح الأرض مطلقاً؛ فتكون تابعة للأرض في الملكيّة،
وبين المعادن البعيدة؛ فلا تكون تابعة لها. ولا نعرف لهذا الوجه قائلًا.