سيأتي، و يحتمل أن يكون المراد
اني سمعت منه الحديث و مقطوع العدم لأن هذه العبارة لم تقل إلا في أصحاب الصادق
عليه السّلام و في أصحاب الباقر عليه السّلام نادرا، و لا تنافيه الترجمة المتقدمة
لأن الضعف في الرجل يجتمع مع الاعتماد على روايته.
و
ان قرىء معلوما بصيغة الماضي ففيه احتمالات: الأول: أن
يكون ضمير الفاعل راجعا إلى المترجم بالفتح و ضمير (عنه) راجعا إلى المعصوم و يكون
معناه انه ممن روى عنه كما هو مختار بعض المحققين، و ينافي ذلك قول شيخ الطائفة في
ترجمة جابر بن يزيد و محمد بن إسحق بن يسار بعد قوله أسند عنه روى عنهما.
الثاني: الصورة و لكن المراد أنه روى عن أصحاب المعصوم لا عن نفسه و هو
مختار السيد الداماد في الرواشح. الثالث: إن المراد
أنهم أسندوا عنه و لم يسندوا عن غيره و المراد أنهم لم يرووا إلا عن الإمام و لم
يرووا عن غيره، و المراد من العبارة نفي كونهم راوين عن غير المعصوم و كل واحد من
تلك الوجوه خال عن الدليل مع أن الأول ينافيه ما تقدم، و الثاني ينافيه رواية
جماعة منهم عن الصادق عليه السّلام، و الثالث ينافيه رواية جماعة منهم عن غير المعصوم
أيضا كما يظهر للمتتبع. الرابع: إن ضمير
الفعل راجع إلى ابن عقدة الذي جمع كتابا و ذكر فيه أسامي أربعة ألف [آلاف] من
رجال الصادق عليه السّلام و ضمير عنه إلى المترجم بالفتح و المراد أنه ذكره في
كتابه و يشهد له أنه ذكره الشيخ في رجاله دون فهرسته و في رجال الصادق عليه
السّلام دون غيرهم مع ذكره في أول رجاله: «إني ذاكر ما ذكره و أورد بعد ذلك ما لم
يذكره» فافهم. فتبين مما ذكرنا أن الأقوى هو الوجه الرابع و على تقدير التنزل
فمجمل.