و الاستبصار منكرا يمكن أن يراد
به الإمام الجواد عليه السلام، و إن كان محمد بن نعيم من أصحاب الصادق عليه السلام
منحصرا، فحينئذ مضمون الخبر لا يضادّ موت ابن أبي عمير في عصر الجواد عليه السلام.
و
أمّا الخبر الثاني فبالورّاق و القمّي و بنان لأنّهم لم يوثّقوا.
و
أمّا الثالث فبأنّه مرسل ابن طاووس- رحمه الله- و لا حجّية فيه، مضافا الى وجود ما
يضادّه في بعض المتن من طريق معتبر احتمالا.
تضعيف
خبري ابن طاووس في كتاب النجوم و عن التجمل
بيانه:
أنّه (قدس سره) أولا: نقل هذا الخبر في كتابه «فرج المهموم في معرفة نهج الحلال من
علم النجوم»[1] من كتاب
الفقيه هكذا: و روى الشيخ أبو جعفر ابن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه ما هذا
لفظه: و روي عن ابن أبي عمير قال: كنت أنظر في علم النجوم و أعرفها و أعرف الطالع
فتداخلنى من ذلك شيء، فشكوت ذلك الى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، فقال:
اذا وقع في نفسك شيء فتصدّق على أول مسكين ثمّ امض فإنّ اللّه تعالى يدفع عنك.
و
الحديث بهذه العبارة موجود في الفقيه[2]، و صدّقه
بنفس العبارة الشيخ الحرّ- رحمه الله- في الوسائل[3]،
حيث رواه فيه عنه و عن محاسن البرقي أيضا بتغيير في السند[4].
و طريق الصدوق (رحمه الله) الى ابن أبي عمير صحيح في المشيخة، و ليس فيه ابن
أذينة، مع أنّ ابن طاووس (قدس سره) ذكر الخبر ثانيا عن ابن اذينة بقوله: أقول:
روينا
هذا الحديث أيضا من كتاب التجمّل الذي تأريخه سنة 233، فقال في باب الفال
[4] . هكذا السند: و رواه البرقي في المحاسن، عن أبيه،
عن ابن أبي عمير، عن عمر ابن اذينة، عن سفيان بن عمر قال: كنت أنظر في النجوم، و
ذكر مثله هذا، و كتب المعلق على الوسائل في الذيل:
فشكوت ذلك الى أبي عبد اللّه عليه
السلام، لكنّ سفيان بن عمر مجهول.