أقول: وهذا التضعيف نقله عن الطائفة، وهو يُعارض ما ذكره بنفسه في الإرشاد
حيث جعل محمد بن سنان من خاصة الكاظم (ع) ومن ثقاته، ومن أهل الورع والفقه والعلم
من شيعته.[1]
قد يُقال: إن التضعيف بلحاظ أن محمد بن سنان قال في آخر حياته ان ما رواه
كان وجادةً لا سماعاً. فانه يقال: هذا التوجيه لا يناسب قول الشيخ المفيد
(ره): "مطعون فيه، لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه."
رابعاً: هو في مقام تأييد رأيه في أن شهر رمضان ينقص ويتم، وفي مقام تشديد
النكير على من قال بالتمام دائماً، فهو في مقام بيان أن هذه الرويات وردت من أجلاء
ممدوحين، من جملة أوصاف المدح أنهم أصحاب الأصول المدونة والتصانيف المشهورة. والنتيجة:
إن الشيخ المفيد (ره) في مقام بيان أن روايات النقص لا تقارن بتلك الروايات، وأن
رواة النقص لا يُقارنون بأولئك، وليس في مقام بيان ضابطة عامة كلية، إذن هو ليس في
مقام التوثيق على نحو القضية المحصورة الكلية، نعم، يمكن أن يستنبط منها مدح على
نحو القضية المهملة.
هذا كله لو سلمنا أن المراد من قوله (ره): "الأصول
المدونة والتصانيف المشهورة هي الأصول الأربعمئة حصراً، فقد ذكر شيخ الطائفة في
الفهرست: