اسم الکتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 1 صفحة : 12
والحسن والحسين، فقال
رسولاللّه في علي «من كنت مولاه فعلي مولاه» وقال (صلى الله عليه وآله): أوصيكم
بكتاب اللّه وأهلبيتي، فإنّي سألت اللّه (عزوجل) أن لايفرق بينهما حتى يوردهما
عليَّ الحوض فأعطاني ذلك. وقال: لاتعلموهم فهم أعلم منكم. وقال: إنّهم لنيخرجوكم
من باب هدى، ولنيدخلوكم في باب ضلالة.
فلو
سكت رسول اللّه فلم يبين من أهلبيته لادّعاها آلفلان وآلفلان، لكن اللّه
(عزوجل) أنزله في كتابه تصديقاً لنبيّه (إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ
لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)[1]،
فكان علي والحسن والحسين وفاطمة فأدخلهم رسول اللّه تحت الكساء في بيت أُمسلمة
ثمّ قال: اللّهمّ إنّ لكل نبي أهلًا وثقلًا، وهؤلاء أهل بيتي وثقلي. فقالت
أُمسلمة: ألست من أهلك؟ قال: إنّك إلى خير، ولكن هؤلاء أهلي وثقلي. فلما قُبض
رسول اللّه كان علي (عليه السلام) أولى الناس بالناس، لكثرة ما بلّغ فيه رسول
اللّه وإقامته للناس وأخذه بيده، فلما مضى عليُّ (عليه السلام) لم يكن يستطيع عليّ
(عليه السلام)- ولميكن ليفعل- أن يدخل محمدبن علي ولاالعباسبن علي ولاواحداً من
ولده إذن لقال الحسن والحسين إن اللّه تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك فأمر
بطاعتنا كما أمر بطاعتك، وبلغ فينا رسول اللّه كما بلغ فيك، وأذهب عنّا الرجس كما
أذهبه عنك، فلما مضى علي (عليه السلام) كان الحسين (عليه السلام) أولى بها لكبره،
فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك، واللّه (عزوجل) يقول:
(وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ)[2]
فيجعلها في ولده إذن لقال الحسين أمر اللّه بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك،
وبلغ فيَّ رسول اللّه كما بلغ فيك وفي أبيك، وأذهب اللّه عني الرجس كما أذهب عنك
وعن أبيك. فلما صارت إلى الحسين لم يكن أحد من أهلبيته يستطيع أن يدعي عليه كما
كان هو يدعي على أخيه وعلى أبيه لو أرادا أن