موضوع الخطبه

و من خطبه له علیه السلام و فیها بیان للأسباب التی تهلک الناس

متن الخطبه

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ یَقْصِمْ [1] جَبَّارِی دَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ بَعْدَ تَمْهِیلٍ وَ رَخَاءٍ وَ لَمْ یَجْبُرْ [2] عَظْمَ أَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلاَّ بَعْدَ أَزْلٍ [3] وَ بَلاَءٍ وَ فِی دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عَتْبٍ [4] وَ مَا اسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خَطْبٍ مُعْتَبَرٌ وَ مَا کُلُّ ذِی قَلْبٍ بِلَبِیبٍ وَ لاَ کُلُّ ذِی سَمْعٍ بِسَمِیعٍ وَ لاَ کُلُّ نَاظِرٍ بِبَصِیرٍ فَیَا عَجَباً وَ مَا لِیَ لاَ أَعْجَبُ مِنْ خَطَإِ هَذِهِ الْفِرَقِ عَلَی اخْتِلاَفِ حُجَجِهَا فِی دِینِهَا لاَ یَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِیٍّ وَ لاَ یَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِیٍّ وَ لاَ یُؤْمِنُونَ بِغَیْبٍ وَ لاَ یَعِفُّونَ [5] عَنْ عَیْبٍ یَعْمَلُونَ فِی الشُّبُهَاتِ وَ یَسِیرُونَ فِی الشَّهَوَاتِ الْمَعْرُوفُ فِیهِمْ مَا عَرَفُوا وَ الْمُنْکَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْکَرُوا مَفْزَعُهُمْ فِی الْمُعْضِلاَتِ إِلَی أَنْفُسِهِمْ وَ تَعْوِیلُهُمْ فِی الْمُهِمَّاتِ عَلَی آرَائِهِمْ کَأَنَّ کُلَّ امْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ قَدْ أَخَذَ مِنْهَا فِیمَا یَرَی بِعُرًی ثِقَاتٍ وَ أَسْبَابٍ مُحْکَمَاتٍ.