الحمد
للّه رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين محمد و آله
الطيبين الطاهرين، و اللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين الى يوم الدين.
و بعد:
إن هذه رسالة في مناسك الحج، وافية بأغلب ما يبتلى به عادة من المسائل. و هى رسالة
منظمة مرتبة يسهل فهمها و مراجعتها. و قد أفردت فيها المستحبات عن الواجبات، لئلا
يلتبس الأمر على المؤمنين. و أرجو من اللّه تعالى أن يجعلها ذخرا لي
يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ.
[وجوب
الحج]
وجوب
الحج يجب الحج على كل مكلف جامع للشرائط الآتية و وجوبه ثابت بالكتاب، و السنة
القطعية.
و
الحج ركن من أركان الدين، و وجوبه من الضروريات و تركه- مع الاعتراف بثبوته- معصية
كبيرة، كما أن انكار أصل الفريضة- اذا لم يكن مستندا الى شبهة- كفر.
قال
اللّه تعالى في كتابه المجيد: «وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ
الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ
غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ».
و
روى الشيخ الكليني- بطريق معتبر- عن أبي عبد اللّه «ع»، قال: «من مات
و لم يحج حجة الإسلام، و لم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به، أو مرض لا يطيق معه الحج،
أو سلطان يمنعه فليمت يهوديا أو نصرانيا».